وطنا اليوم – خاص- في الوقت الذي تسعى فيه منظومة الاصلاح السياسي الى زيادة جرعات تطبيق مخرجاتها، الا ان الحراك الحزبي لايزال متواضعاً مقارنة مع التوقعات او على الاقل الآمال المتوقعة لمخرجات الاصلاح السياسي، حيث الانضمام الى الاحزاب لايزال في مستويات متدنية مقارنة مع حجم الترويج الذي لازم مخرجات لجنة الاصلاح السياسي.
الحزب الجديد الذي خرج من رحم الاحزاب اليسارية تحت مسمى “الديموقراطي الاجتماعي ” يبدو انه في مرحل النمو لتوحيد مسار الاحزاب اليسارية أو ما تبقى من اليسار خاصة مع حالة الكمون التي يعيشها شيخ الاحزاب اليسارية، الحزب “الشيوعي الاردني”.
فيما لم يعرف بعد ما اذا كان حزب الشراكة والإنقاذ الذي اسسه الشيخ سالم الفلاحات واخرون قد استطاع تصويب أوضاعه وفقا للقانون الجديد، لكن شعور نشطاء الحزب وكما استمعت وطنا اليوم بان رخصته في خطر تحت بند تصويب الاوضاع القانونية.
ثمة حراك جرى قبل مدى بين اليساريين ودعاة التيار المدني، يبدو انهم اخفقوا في التوصل الى صيغة مشروع حزبي جديد يحاكي تحديث المنظومة السياسية .
وغاب حزب “إرادة” الذي كان اول الاحزاب المرخصة بعد المنظومة عن مسرح الأضواء والبيانات رغم أن الساحة الاردنية تعصف بالاحداث ولم يصدر عنه سوى بيان يتيم خرج من الحزب على خلفية اعتصام اصحاب الشاحنات ، ولايزال “إرادة” يركز في الاستقطاب على الاطراف وليس على المركز في جلسات ولقاءات تبرز بين الحين والاخر.
الملفت فيما يتعلق بمشروع الدمج بين حزبي زمزم والوسط الاسلامي وحسب ما اطلعت وطنا اليوم فان المشروع يعاني من نقص الكوادر والراغبين في الانضمام.
الحزب الذي تعرض لانتقادات واسعة منذ ولادته بسبب الاسماء المثيرة للجدل التي اعلن عن انضمامها للحزب فإن “حزب الميثاق” واضخم الأحزاب المسجلة بعد وثيقة تحديث المنظومة ، وكما اطلعت وطنا اليوم قال ابرز الاسماء الناظمة فيه في مقال له نشر قبل يومين قال فيه طلال الشرفات : “لا ننكر على القوى الأخرى في اليمين واليسار أن تأخذ حصتها العادلة في التمثيل السياسي على قاعدة الشراكة الوطنية”.
هنا ثمة تلميح صريح الى ان الميثاق اخذ الحصة الاكبر داخل مجلس النواب التاسع عشر، واكد الشرفات هذا الاتجاه بحديثه في عبارة جدلية حين استطرد قائلاً: “الميثاق الوطني الذي يملك أغلبية أعضاء المكتب الدائم في مجلس النواب ويرأس ثلثي لجان المجلس ويرأس لجاناً أخرى في مجلس الأعيان أضحى رقماً صعباً في المشهد السياسي الوطني يؤهله لقيادة تيار الوسط المحافظ في الانتخابات المقبلة بما يمنع اليسار السياسي بألوانه المتعددة من اختطاف الحضور السياسي والذي بات مقلقاً بعد أفول نجم الليبراليين، واصطفاف الأغلب في مواجهة الإسلام السياسي“.
واستناداً على حديث الشرفات يبقى السؤال الابرز والاعمق في اروقة الميثاق والحالة الحزبية الاردنية هل يمكن اعتبار مقال الشرفات ايذاناً بإنطلاق السجال الحزبي بين الميثاق والمكون اليساري ؟
ومن المرجح وحسب اطلاع وطنا اليوم فأن حزبا جديدا يجمع ما بين تعبيرات الوسط واليسار ويركز بصورة خاصة على برامج الحكم المحلي والملفات الاقتصادية في طريقه للولادة هو الآخر.
ثمة حالة ترقب يعيشها الحزب الاكبر والاعرض في القاعدة الشعبية وهو جبهة العمل الاسلامي، حيث يرصد التيار الاسلامي كل تحركات الاحزاب ويشارك في اغلب الاحداث الداخلية والخارجية في مسعى ان يبقى في صدارة المشهد الحزب محاولاص بذلك التموضع والتكيف مع الحالة الجديدة بعد منظومة الاصلاح السياسي.
في الجهة المقابلة ثمة تقارير شبه رسمية تشير الى ان العدد الاجمالي للمواطنين الاردنيين الذين انضموا للأحزاب الجديدة بعد مشروع تحديث المنظومة وبسبب سلسلة من الاعتبارات لا يزيد عن 13 الفا من الراغبين بالانضمام للأحزاب، هنا يثير هذا الرقم جدلاً واسع في اوساط اقطاب التحديث، في حين انعدد المسجلين في الاحزاب السياسية يقترب من 20 الف مواطنا على الاقل في سجلي الاحزاب القديمة وتلك الجديدة.
اذا ثمة حال حزبية اردنية يبدو انها تصطدم بمعوقات لوجستية وتنظيمية واخرى متعددة الجوانب تضرب الاحزاب الجديدة التي تحاول اللاحاق بركب الاحزاب العتيقة واستكمال متطلبات تصويب الاوضاع ، فيما يبدو ان المواجهة الحزبية باتت قريبة بعد هجوم قطب “الميثاق” على الليبراليين واليسار وتلميع وجه “الميثاق” .