وطنا اليوم – خاص – مؤخراً وفي ظل مايجري من تحرك خجول على الساحة الاردنية ترددت عبارة مثيرة للجدل في السياق السياسي وربما تعني الكثير في الادبيات الحزبية والسياسية خاصة عندما تتعلق هذه العبارة بحزب بحجم جبهة العمل الاسلامي، وذلك عندما اعلنت الجبهة تنظيم فعاليات في إطار الملتقى الوطني للتضامن مع القدس والمسجد الاقصى وتحت عنوان ملفت يبدو أن البعض لم يلتقطه كثيراً رغم حالة الشد والجذب بين التيار الاسلامي والعلاقة الرسمية مع المرجعيات في الدولة وكان العنوان “التضامن دفاعا عن الوصاية الاردنية”.
هنا وضمن ادبيات الخطاب لجبهة العمل الاسلامي يبدو ان العنوان الملفت للبعض والذي التقطته وطنا اليوم، بحاجة الى وقفة ومحاولة تفكيك حيث يبدو أن الإشارة التي ارادت الجبهة ارسالها بان موقفها الإجتماعي يتناغم مع الموقف الملكي والمرجعي.
لا بل دعم الوصاية الأردنية والهاشمية بحد ذاتها اعتمدته مرجعيات جبهة العمل الاسلامي في اطار مناكفة ومماحكة الجانب الاسرائيلي او كما تعتقد وطنا اليوم بأن حالة تناغم الدولة الاردنية والاسلاميين بدأت تتشكل في إطار دفع الاسلاميين لتبني خطاب قد تعتبره الدولة اداة تزعج حكومة اليمين الاسرائيلي ويعتبر احد ادوات المناكفة في سياق العلاقة الاردنية الاسرائيلية، ويبدو فعلاً ان ذلك قد تحقق بعد تصريح صدرت صباح السبت عن رئيس الحكومة الاسرائيلي السابق انتقد فيه قرارات نتنياهو معتبرا ايها قد تضر بالعلاقات مع دول الجوار .
الامر الذي يبدو مبدئياً برأي وطنا اليوم أن الاسلاميين في مسألة القدس يعرضون خدماته ضمناً على المؤسسات الرسمية وادوات الدولة الاردنية، خاصة عندما يقول الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد العضايلة: بأن القدس والمسجد الأقصى من زاوية الوصاية الهاشمية مساحة مشتركة وتوافقية مع الخط العام الرسمي للموقف والدولة.
فيما يبرز جناح في التيار الاسلامي يعتبر بان توظيف وإستثمار المرحلة مع مرجعيات الدولة تحمل مخاطر التعقيدات ولها علاقة ايضاً، باتجاه رسمي يعمل ضمن ادوات الدولة وهذا الاتجاه يتعلق او يردد ويروج دائما بان الارتباط التنظيمي داخل التيار الاسلامي مع الاخوان والعلاقة مع حماس “مؤذية جدا” ضمن حسابات الدولة او بعض ادواتها.
فيما يمكن وكما اطلعت وطنا اليوم، اعتبار بيانا صدر عشية الخميس انتقد وبشدة حكومة اليمين الاسرائيلية، حيث بدا البيان متناغماً الى حد ما مع الموقف الرسمي الاردني، الملفت فيه ورود اسم القطب الاسلامية الدكتورة ديمة طهبوب ضمن قائمة موقعين تحمل اسماءاعتبرها البعض جدلية ، وهنا ترى وطنا اليوم ان الاسلاميين يبدو انهم مهتمون كثيرا بالتواجد في ساحة البيانات المناهضة لحكومة اليمين الاسرائيلي ولو كان هذا التواجد كتفاً الى كتف مع ادوات الدولة .
ثمة اتجاه تتبناه وطنا اليوم، يقول بأن ما يجري من غزل إسلامي رسمي هو اقتراح فيه نوع من العمق السياسي يكفي لبناء موقف او شكل جديد لعلاقة ولو مؤقتة في هذه المرحلة تنبني على سياسة المصلحة المتبادلة وتعطي انطباع ينسجم مع مخرجات الاصلاح السياسي وعدم الاشتباك مع اي حزب او تيار ولو على الاقل مرحلياً، ليبقى الرهان هنا على موقف ادوات الدولة لا موقف الاسلاميين والسؤال الابرز في سياق هذا التناغم هل تصمد ادوات الدولة بعلاقة الغزل مع الاسلاميين ؟ أم ستتدخل اصابع المحافظين الجدد وتيار اليسار الذي يزعجه التزاوج الاسلامي مع الرسمي في اتجاهات الرأي حتى وان كان ذلك زواجاً عرفياً.