وطنا اليوم – أجرت صحيفة “نيويورك تايمز” مراجعة لمزاعم قدمها شاب كندي شارك في سلسلتها الإذاعية “الخلافة” عام 2018، وادعى أنه ارتكب جرائم بشعة ضمن صفوف تنظيم داعش.
ورغم تأكيد مصادر أمنية في البداية، بحسب الصحيفة، لرواياته، استبعد مسؤولون في كندا والولايات المتحدة أن يكون لحديثه عن “الجرائم التي ارتكبها في سوريا”، أي مصداقية، مشيرين أنه لم يدخل سوريا أو دخلها لفترة وجيزة في أفضل الأحوال.
شهروز تشودري (25 عاما)، كندي من أصل باكستاني، ادعى في تصريحات لنيويورك تايمز قبل أكثر من عامين، أنه كان عضوا في الشرطة الدينية لداعش في سوريا، وأنه ساهم في عمليات إعدام وقتل وطعن … إلخ.
وفي محاولة لمعرفة الأسباب التي دفعت تشودري إلى الكذب، سلطت الصحيفة في تقرير مطول، نشرته الجمعة، على طبيعة الحياة التي يعيشها في ضواحي تورنتو الكندية.
ووفقا للصحيفة، فإن تشودري يقضي معظم وقته في مطعم عائلته المتخصص لبيع الشاورما والكباب في منطقة خارج تورنتو.
ووفقا للأستاذ المساعد في جامعة كوينز، أمارناث أماراسينغام، والذي يصدق رواية تشودري بشأن انضمامه لداعش، فإن الشاب “يشعر بالملل” وقال إن “حياته الحقيقية مملة قليلا”.
ويرجَّح أن تبني تشودري أفكارا متطرفة، قد يكون سببا آخر وراء اختلاقه الرواية التي تعبر عما في داخله، أو يريد القيام به.
ومن المحتمل أن لا يتعدى سبب أكاذيبه مجرد الرغبة بالشهرة، أو بـ”زرع الخوف” بين أفراد المجتمع، وفقا لنيويورك تايمز.
وكان تشودري قد أطلق على نفسه لقب “أبو حذيفة الكندي”، وفقا لصحيفة “غارديان” البريطانية.
وتضمنت مزاعم الشاب الادعاء بانضمامه إلى الشرطة الدينية التابعة لتنظيم داعش، وأنه التحق بدورة تدريبية للإرهابيين تعلمهم كيفية مهاجمة دول الغرب، بما يشمل بلاده.
وشملت رواية تشودري وصف عمليات قتل بشكل تفصيلي ومروع، ومشاركته بجرائم فظيعة مع تنظيم داعش في سوريا.
وادعى تشودري خلال المقابلة الإذاعية قتله لرجل بعيار ناري في رأسه، وزعم أنه طعن تاجر مخدرات في قلبه، قبل تعليق جثته على صليب.
“كان الدم دافئا، ويتناثر في كل مكان. اضطررت إلى طعنه عدة مرات. ثم وضعناه على صليب. وكان عليّ أن أترك الخنجر في قلبه”، قال في إحدى حلقات سلسلة “الخلافة” الإذاعية.
وأكد مسؤولون في الاستخبارات وأجهزة الأمن الكندية والأميركية أن تشودري ليس سوى كاتب خرافات نسج حكايات جهادية بشأن القتل ضمن صفوف داعش في سوريا.
وقال المسؤولون إن تشودري لم يكن إرهابيا، وإنه من شبه المؤكد أنه لم يذهب إلى سوريا أبدا، وإن القصص المروعة التي رواها كانت ملفقة.
وفي سبتمبر، اتهمت السلطات الكندية تشودري بارتكاب “خدعة إرهابية”، قد يواجه بسببها السجن لمدة خمس سنوات.
وبعد تحقيق استمر أربع سنوات مع تشودري بسبب مزاعمه، التي طالما نشرها عبر وسائل التواصل أيضا، قالت السلطات الكندية إنها باتت على ثقة بأنه لم يدخل سوريا ولم ينضم لداعش، ولم يرتكب أي من الجرائم المروعة التي وصفها.
وشمل التحقيق تفحص السلطات لسجلات سفر الشاب والوثائق المالية ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي وإفاداته، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية أخرى مرتبطة.
وكشفت مراجعة أجرتها نيويورك تايمز لمزاعم تشودري عن استخدامه صور إرهابيين في سوريا كانت متوفرة على الإنترنت، تحديدا على موقع “Getty Images”، ما يطعن في جميع مزاعمه.
ووفقا لصحيفة “غارديان”، فقد انتاب الخوف والغضب جميع أنحاء كندا بعد الكشف عن حرية التنقل التي تمتع بها تشودري قبل كشف أكاذيبه.
واتهم خصوم سياسيون رئيس الوزراء، جاستن ترودو، بالسماح لإرهابي “متعطش للدماء” بالتنقل في شوارع تورونتو. لكن القصة أخذت منحى مختلفا بعد قبض الشرطة على الشاب في سبتمبر الماضي.