وطنا اليوم:بدأ خبراء الخدمة السرية الأمريكية بالتفكير في طريقة تعاملهم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حال رفض الخروج من البيت الأبيض، الذي يعتبر المقر الرسمي للرئيس، حيث لم يضطر جهاز الخدمة السرية من قبل إلى إخراج رئيسٍ من البيت الأبيض، كما لا يوجد هناك أي كتيبٌ حكومي واضح يشرح كيفية التعامل مع قائدٍ أعلى يرفض الرحيل عند ظهور بديله في العقار رقم 1600 بجادة بنسلفانيا.
جاء ذلك في وقت لا يزال فيه الرئيس دونالد ترامب يرفض الاعتراف بهزيمته، فقد أخبر بعض مستشاريه أنّه لن يُغادر البيت الأبيض في يوم التنصيب وفقاً لشبكة CNN الأمريكية.
هذا الأمر أثار التكهنات حول الكيفية التي يمكن بها إبعاد ترامب جسدياً عن البناية حين يُؤدي الرئيس الجديد القسم في الـ20 من يناير/كانون الثاني، بحسب ما ذكره موقع Business Insider الأمريكي.
حوار ساخن داخل أروقة وزارة الأمن الداخلي
تحوّل الأمر إلى موضوعٍ ساخن في المحادثات الجماعية الخاصة التي تضمّنت مسؤولين سابقين في الخدمة السرية ووزارة الأمن الداخلي من إدارات الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وذلك وفقاً لمسؤول سابق في وزارة الأمن الداخلي من عهد أوباما.
بينما قال فريق الرئيس المنتخب جو بايدن إنّ الحكومة لن تُواجه مشكلة في إبعاد “المتسلّلين” عن البيت الأبيض إن دعت الحاجة في يوم التنصيب.
وبحسب مسؤولين سابقين في الخدمة السرية ووزارة الأمن الداخلي، فإنهم أجمعوا على أنها ستكون واقعة لم تُواجههم من قبل، وأنها ستضع الوكالات في موقف محرج. وذلك بحسب ما نقله الموقع الأمريكي.
هذا السيناريو قد يبدو مستبعداً، لكنه ليس مستبعداً بالكامل، حيث من المقرر أن يصل الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض يوم 20 يناير/كانون الثاني بعد أدائه للقسم، ويكون جاهزاً للتوقيع على مجموعة من الأوامر التنفيذية، لكن المشكلة أن ترامب يُصر على أنه ما يزال هو الرئيس.
وفي حال بقائه داخل البيت الأبيض، يتوقع العديد من الخبراء الحكوميين أنّ مهمة إبعاد ترامب عن البيت الأبيض ستقع على عاتق جهاز الخدمة السرية- الوكالة التابعة لوزارة الأمن الداخلي والمكلفة بحماية الرئيس وطرد المتسللين من المكان. لكن الأمر معقد لعددٍ من الأسباب، أوّلها حقيقة أنّ جهاز الخدمة السرية يحمي الرؤساء السابقين أيضاً، وهو ما سيكون عليه ترامب بعد ظهر يوم التنصيب.
إذ قال مسؤولٌ سابق في الخدمة السرية شارك في عملية انتقال السلطة بين الرؤساء سابقاً: “ليس دورنا أن نطرد الأشخاص. بل دورنا هو حماية الناس. ولا أتوقع أن يذهب أفراد الخدمة السرية إلى هناك ليطرقوا على الباب قائلين: حان وقت الرحيل يا سيدي، تسجيل الخروج في تمام الـ11. فهل سيحملونه جسدياً ويفعلون ذلك؟”.
سيناريوهات الإجلاء
من جانبه كشف دوغلاس سميث، الذي عمل نائباً لوزير الأمن الداخلي في عهد أوباما، إنّ عملية إبعاد ترامب عن المكتب البيضاوي كانت موضوعاً لدردشةٍ جماعية بين المسؤولين السابقين في الخدمة السرية والأمن الداخلي.
وتحدّث سميث عن أحد السيناريوهات التي طُرِحَت، ونص على التالي: يغُض فريق الخدمة السرية المُكلّف بحماية ترامب الطرف نوعاً ما، بينما يدخل فريق الخدمة السرية الخاص ببايدن لمرافقة ترامب خارجاً.
فيما انتشرت تكهّنات بأنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي قد يتدخّل، أو خدمة المارشال الأمريكية التابعة لوزارة العدل، لمرافقة ترامب إلى الخارج بحسب سميث. لكن خدمة المارشال الأمريكية لم ترد على طلبات التعليق.