الاردن بين السياسة والاقتصاد وهم التهديدات

6 نوفمبر 2022
الاردن بين السياسة والاقتصاد وهم التهديدات

 

بكر خازر المجالي
نلاحظ في كل المحاضرت والندوات حول أوضاع المنطقة يرددون ان الاردن في خطر ويتعرض للتهديدات ،
ويربطون الاردن بالخطر المحيق بدولة اخرى في المحيط ، فالى متى نغمة الخطر على الاردن ؟؟؟
في حوار مع الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الحلايقة في صالون الدكتورة سهام الخفش حول الاردن بين السياسة والاقتصاد ، وإن كان الموضوع واسعا ويحتمل عناوين فرعية كثيرة ، الا ان التركيز كان على الوضع الدولي والتقلبات الاقتصادية ومتاهات السياسية والتأويلات التي يسوقها البعض لتعميم الخطر ، وكأن هؤلاء البعض يريدون اشراك الغير في خطرهم ليس من باب التحذير بل من باب عليّ وعلى أعدائي ، ومن واجبنا الحذر من هؤلاء وان لا نردد ابدا مقولاتهم المشبوهة .
الاردن آمن مطمئن ، والاخطار في اغلبها وهمية ، يرددون عن انخفاض الدينار الاردني ، فأكد الحلايقة ان هذا من المستحيل في ضوء معادلة الاحتياطي من الدولار مقابل مواجهة تعزيز السوق لاربعة اشهر مقبلة ، ولكن ما لدينا من احتياطي هو لاكثر من أربعة اشهر ، فلماذا التخوف ؟؟
وهناك ما يردد الخوف من وصول نتنياهو الى الحكم في اسرائيل ، ولكن ان الظروف التي سبقت نتنياهو كان القتل والتضييق في أوسع حالاته ،واقتحامات متعددة للمسجد الاقصى المبارك فما الجديد لديه ؟
بل بالعكس ، كان هناك تراجعا في قوة اسرائيل وازدادت نسبة القلق لديها لأن مصادر الدعم لديها اصبح لها أولويات جديدة في ظل الحرب الاوكرانية ، مع تزايد المقاومة الفلسطينية الشاملة النوعية والشجاعة .
وكأن بنا نعود الى ما بعد الحرب العالمية الثانية حين عانت بريطانيا من ازمة خانقة فتوقفت عن دعم الصهاينة بعد قرار التقسيم لعام 1947 ، وأحد اسباب انهاء الانتداب والجلاء عن فلسطين هو لاسباب مالية لوقف نزيف النفقات حتى ان حل بوليس فلسطين فورا هو من نتائج الازمة المالية البريطانية واعتمدت بريطانيا على ما هو في مستودعاتها من السلاح والذخيرة لنقلها لليهود وهذا أقل تكلفة من نقل المستودعات الى خارج فلسطين .
اكثر من شبح تهديد ، فكان تهديد الوطن البديل ، وهذا هو تهديد ممن يريدون بيع فلسطين او أنهم ماضون في البيع والعمالة .
ولكن تبرز اسئلة عديدة منها : كيف يمكن ان نستفيد سياسيا واقتصاديا من مجريات الاحداث المتسارعة في أوروبا ؟
هل لدينا خطط وبرامج مدروسة لا تستند على الفوائد العارضة من مثل ارتفاع سعر الفوسفات والبوتاس؟؟
هل لدينا خطط اعلامية تصل الى الرأي العام العالمي ؟
هل لدينا خطط ثقافية وطنية تعزز الولاء والانتماء ومفاهيم المواطنة ؟
نحن أمام بناء استراتيجيات وطنية تعتمد على بناء العقل الوطني وليس تبديل الرؤوس والكراسي على حساب الكفاءات .
بحاجة الى الجرأة في التفكير والتخطيط واعتبار المخرجات والتوقعات ، وان نعتبر انفسنا جزءا من العالم وليس نقف في منصة المتفرجين .
هل يمكن ان نتفوق على ذاتنا وأن نخرج من عقال التصفيات والشخصنة والرؤية المحدودة الى ما هو رحب وواسع ؟
يكفي الى هنا ؟؟؟؟؟؟؟