وطنا اليوم:ما يزال تجار الألبسة يعانون من الركود التجاري منذ بدء جائحة كورونا في الوقت الذي خفض بعضهم الأسعار لأقل من سعر التكلفة وسط تراجع القوة الشرائية للمواطنين وشدة المنافسة بين التجار.
وقال تجار وأصحاب محلات ألبسة في أحاديث إلى $، أن الموسم الصيفي عانى من ركود تجاري كبير وسط عزوف المواطنين؛ ما كبد القطاع خسائر كبيرة منذ بدء أزمة كورونا قبل عامين.
ووصف ممثل قطاع الألبسة والأحذية والأقمشة والمجوهرات في غرفة تجارة الأردن اسعد القواسمي الإقبال على الشراء في موسم التنزيلات بـ«الضعيف» واصفا اياه بالركود الكبير رغم العروض المتنوعة على الأسعار لأن الفترة الحالية «انتقالية من موسم الصيف إلى الشتاء».
وأرجع ذلك إلى ضعف إقبال المستهلك وضعف قدرته الشرائية وقلة السيولة؛ رغم التنزيلات التي قد تصل لأكثر من 70بالمئة في بعض المحلات.
وأشار القواسمي إلى أن الاقبال على موسم التنزيلات ضعيف جدا مقارنة بسنوات سابقة؛ وهو الأضعف على الاطلاق.
ولاحظ أن الركود الحاصل في قطاع الألسبة خلال موسم الصيف الحالي لم يشهده القطاع حتى خلال أزمة كورونا عام 2021.
وبين أن حجم المستوردات ارتفع الّا أن ضعف الإقبال راكم البضائع داخل المستوعات التجارية للعاملين في القطاع؛ على حد قوله.
ولا ينكر القواسمي أن الحركة التجارية امتازت بالنشاط خلال فترة «رمضان وعيد الفطر»، إلا أنها عاودت إلى الركود الكبير والذي استمر إلى الآن بضعف كبير لم ُيشهد من قبل.
ونبه إلى أن سلم الاولويات في الانفاق الاستهلاكي للمواطنين اختلف وباتت الألسبة آخر اهتمامات المستهلك.
ولاحظ أنه رغم مواسم الأفراح التي تتخلل فصل الصيف الّا أن الإقبال على ملابس الزفاف والأفراح ليست بالمستوى المأمول رغم تحسنها عن العام الماضي.
وأكد أن وجود المغتربين هذا الصيف لم يحدث فرقا في الحركة التجارية خلافا للأعوام السابقة؛ وتوجه إنفاقهم نحو الغذاء والترفيه الصيفي؛ على حد تقديره.
وأشار القواسمي إلى أن موسم التجهيزات المدرسية ارتقى للمستوى المأمول لهذا العام خلافا لمواسم سابقة؛ إلا أن النشاط انعكس على العاملين في هذا القطاع فقط دون غيرهم.
ولا ينكر القواسمي الانعكاسات السلبية على التشغيل والتوظيف نتيجة تراجع القوة الشرائية وقلة السيولة في الأسواق؛ بخاصة بعد شهر رمضان المبارك حيث انخفضت المبيعات وازدادت المصاريف التشغيلية مما أعاق الوصول إلى مرحلة التعافي.
وبين أن حجم المستوردات خلال الأشهر الستة الأولى للعام الحالي بلغت 150 مليون دينار، بزيادة 40 بالمئة مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي.
بدوره؛ أكد نقيب تجار الألبسة والأحذية والأقمشة سلطان علان أن موسم التنزيلات للموسم الصيفي لم يفلح بتحريك الاسواق بل واصل الركود إلى ان وصل لمرحلة ضاءل قدرة التجار للاستعداد لموسم الشتاء المقبل.
واتفق علان مع ما ذهب إليه القواسمي بأن الركود الحاصل في سوق الألبسة غير مسبوق.
ولاحظ أن بدء موسم التنزيلات لهذا العام مبكرا يؤكد مدى ضعف القوة الشرائية للمستهلك؛ حيث وصلت نسبة التخفضيات لـ70 بالمئة على أمل تحريك عجلة النشاط التجاري في الأسواق.
ولا ينكر علان أن إعفاء الطرود البريدية أثر بشكل مباشر على تراجع حجم الطلب على الألبسة في الاسواق المحلية؛ مطالبا الحكومة بإعادة النظر في الكلف التشغيلية والتشريعات التي تخص الطرود البريدية.
ونوه إلى أن دخول أعداد كبيرة من الطرود البريدية إلى المملكة والتي تجاوزت 600 ألف طرد خلال ستة اشهر وفقا للأرقام الرسمية أثرت على عملية الشراء التقليدي.
وأشار القواسمي وعلان إلى توجه البعض لاستغلال التعليمات المتساهلة مع الطرد البريدي ساهمت بشكل كبير بالمنافسة مع قطاع الألبسة، حيث أصبحت تقتحم أسلوب البيع بشكل غير عادل مع سوق الألبسة عبر تجميعها وطرحها للبيع الالكتروني لتنافس قطاع تقليدي يترتب عليه العديد من الالتزامات والكلف التشغيلية.
ولفت علان إلى وجود حالة من الإرباك والتخوف من قبل التجار والمستوردين نتيجة تضاؤل عملية الشراء وانعكاسها على قدرتهم في الاستمرار في هذا القطاع و قد يصل الأمر إلى انسحابهم من الأسواق المحلية نتيجة الخسائر المالية الحاصلة.
ويوجد في المملكة قرابة 14 ألف تاجر ونحو 4000 مستورد يعملون في مجال الألبسة والأحذية، الذي يشغل حوالي 60 ألف عامل وعاملة97بالمئة منهم أردنيون