وطنا اليوم – رفض رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز، تسمية الأحداث التي شهدتها دول عربية بـ”الربيع العربي” بل أطلق عليها تسمية “الرماد العربي”؛ للدلالة على الواقع العربي المؤلم.
واعتبر الفايز، في لقاء تلفزيوني على شاشة سكاي نيوز عربية، أن ما تمر به الساحة العربية من أحداث امتداد للرماد العربي الذي اندلعت شرارته مطلع العقد السابق.
وبين أن “نتائج هذا الرماد، هو حروب أهلية تجري على مساحة الوطن العربي، وتحديات اقتصادية كبيرة تعاني منها الدول العربية، حتى الدول المستقرة نسبيا”.
ولم يخفِ الفايز وجود مخطط لتفتيت وتقسيم الدول العربية جراء ما اسماه “النوايا الخبيثة” في الربيع العربي، داعيا إلى تكاتف الجهود العربية لمواجهة التحديات وايجاد حلول لها، وبالأخص الدول التي تجري بها حروب أهلية.
وقال خلال اللقاء، إن” الدول العربية فتحت الباب على مصراعيه للتدخل الاقليمي والدولي في المنطقة، وأن الدول الاقليمية وبعض الدول على المستوى العالمي، تتدخل في الشؤون الداخلية لكثير من الدول العربية، دون ردة فعل عربية” .
حقيقة النيتو العربي
قال الفايز إن العاهل الأردني عبدالله الثاني كان واضحا وصريحا، وأن ما يسعى إليه هو إقامة حلف عسكري عربي، أو تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، بالتزامن مع كل التحديات التي تواجهها المنطقة من الدول الاقليمية، وذلك لحماية الأمن القومي العربي.
وفند الشكوك حول دخول دول غير عربية بقوله، ” الدول العربية لا تحتاج لإدخال بعض الدول الأخرى لهذا الحلف، فالدول العربية لديها مقدرات هائلة، فهي تستطيع تصنيع السلاح والتخلي عن الاعتماد على الأسلحة المصنعة في العالم الغربي أو الشرقي، وهو ما يحتاج استثمارات وجهود مشتركة”.
العلاقات الأردنية مع سوريا
أوضح الفايز أن الأردن تربطه علاقة تاريخية وأخوية مع الشعب السوري، وأن الأردن سيسعى دائما لأن يكون هناك حل سياسي للازمة السورية، مشيرا إلى أنه لا يمكن حل الأزمة السورية عسكريا.
وبيّن أن المشكلة الوحيدة بين الأردن وسوريا هي تهريب الأسلحة والمخدرات، مؤكدا أن الأردن يسعى دائما لنقل رسالة إلى الجانب السوري، بضرورة وضع حد لهذا التهديد الواقع على الأردن والدول الأخرى التي من الممكن أن تهرب إليها هذه الأسلحة أو المخدرات.
وأضاف أن التواصل بين مجلس الأمة الأردني والسوري قائم، وأن الأردن يدعو لحل سياسي للأزمة السورية بين جميع الأطراف.
كما دعا الدول العربية للتحرك لحل الأزمات السورية والعراقية واليمنية والليبية وغيرها من الدول العربية التي يوجد بها أزمات وحروب أهلية، وعدم افساح المجال للدول الأخرى للتدخل وحل هذه الأزمات.
واستشهد الفايز بقمة الطائف التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية، والتي كانت بجهود سعودية لحل هذه الأزمة ونجحت بذلك.
علاقات متوازنة مع الجميع
قال الفايز إن الوضع الجيوسياسي للأردن، يحتّم عليه أن تكون علاقاته الخارجية دائما متوازنة مع كل الدول، وهو الأمر الذي يسعى إليه الملك دائما، سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو الاتحاد الأوروبي، أو الصين أو اليابان أو روسيا، أو الدول العربية.
وأكد أن الأردن يربطه علاقات قوية مع مصر والعراق ودول الخليج، وأن علاقاتهم قوية، وثابتة، وراسخة، ومتينة.
وأن دول الخليج تمثل العمق الاستراتيجي للأردن، كما أن دول الخليج تعتبر الأردن عمقا استراتيجيا لها.
وأشار إلى الاستثمارات الخليجية الكبيرة في الأردن والتي تقدر بالمليارات، وأن الأردن دائما يشكر هذه الدول على دعمها له.
الهدف من المشاركة الأردنية في الاجتماع المرتقب بين عدد من القادة العرب في مصر
اوضّح الفايز أن العاهل الأردني يسعى إلى التكامل الاقتصادي العربي، وهذا ما يتجسد في التكامل الاقتصادي الآن بين الأردن والعراق ومصر، ونوّه للثقل الذي تشكله هذه الدول، اقتصاديا وسياسيا، على مستوى الإقليم، كما نوّه إلى موقع الأردن الجيوسياسي المهم، ما يجعلها صمام أمان لدول المنطقة العربية و الشرق الاوسط.
وأشار الفايز، إلى انعقاد القمة الخماسية التي ستقام في مصر، اليوم الإثنين، والتي سيشارك بها كل من الأردن والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر والعراق، وأنه يأمل أن تكون هذه القمة نواة لتكامل اقتصادي عربي.
وشدد على ضرورة أن تكون هنالك جهود عربية جماعية مبذولة، لعقد قمم اقتصادية موازية للقمم السياسية، لبحث تداعيات الأزمة الأوكرانية والأمن الغذائي العربي، وتجنب حدوث مجاعات في الدول العربية، لأن الأزمة الأوكرانية لن تنتهي من وجهة نظره.
محاولة لتحريك البرلمان العربي
في اطار الجهود البرلمانية العربية، قال الفايز، إنه تواصل مع رئيس البرلمان العربي، لعقد اجتماع للبرلمان العربي، يبحث تداعيات الأزمة الأوكرانية، ومناشدة الزعماء العرب، لبحثها على مستوى قمة اقتصادية موازي للقمة السياسية وضرورة التركيز على التكامل العربي الاقتصادي، لأنها السبيل الوحيد للنهوض بالأمة سياسيا واقتصاديا، والاستفادة من النماذج الأخرى، على رأسها الاتحاد الأوروبي، والصين.
وأكّد أن العرب لا ينقصهم شيء، فهنالك روابط كبيرة بينهم، منها الثقافة والدين واللغة، ولكن تنقصهم النية للنهوض بالأمة، كما أكّد ضرورة وضع الدول العربية خلافاتها السياسية جانبا، وأن تقوم بالتركيز على التكامل الاقتصادي وهو ما سيجعل لها قوة سياسية في العالم، لأن الاقتصاد أكثر أهمية من السياسة من وجهة نظره.
تحديات اقتصادية تواجه الأردن
يرى الفايز، أن الفقر والبطالة هي ابرز التحديات التي تواجه الأردن، بالإضافة الى اللجوء السوري الذي أضاف عبئا كبيرا على الدولة الأردنية بجميع المرافق، إضافة إلى معيقات تواجه الاستثمار، وتحديات تُعنى بالأمن الغذائي وتحلية المياه وايجاد مصادر جديدة لها، وتحديات للقطاع الزراعي، وتدوير النفايات.
أبما يخص البطالة قال الفايز إن الدولة وصلت إلى حالة التشبّع، فلا تستطيع أن تستوعب إلا عدد قليل من أعداد المتعطلين عن العمل والبالغ عددهم ٤٠٠ ألف، وفق أرقام ديوان الخدمة المدنية المسؤول عن التوظيف في الأردن.
الاصلاح الاداري والاقتصادي في الأردن
بما يخص الاصلاح الاداري، قال الفايز إنه إذا ما تم اصلاح المشاكل الادارية ستصلح الدولة ككل، وأنه يجب التركيز على الانضباطية والكفاءة، وأن تتم الترقيات بناء عليها، وأن لا تتم بناء على الواسطة أو الأقدمية، ونوّه إلى ضرورة التخلص من “العنجهية” الموجودة لدى بعض موظفين الدولة.
أما بما يخص الاصلاح الاقتصادي فيرى الفايز أنه يجب إزالة المعيقات أمام الاستثمار، وهذه المعيقات تُزال بواسطة القوانين، وهو ما يسعى إليه مجلس الأمة من خلال قانون معدل الاستثمار الذي يناقشه الآن.
الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية
أكد الفايز أن موقف الأردن الثابت هو حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام ١٩٦٧وعاصمتها القدس الشريف، وأن الملك دائما يسعى للتأثير على الرأي العام الغربي، للضغط على اسرائيل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار الفايز إلى أن التصرفات الاسرائيلية تدل على أنها لا تريد السلام ولا تريد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وبالتالي ستصبح دولة عنصرية، إضافة إلى غياب الضغط الأمريكي والأوروبي عليها لإنهاء هذا الصراع.
وقال الفايز إنه يحترم سيادة هذه الدول في اقامة العلاقات مع اسرائيل، فكل دولة لها مصالح وتنظر إلى مصالحها، ولكن يجب على اسرائيل دفع ثمن هذه العلاقات، وأن يقدموا الدعم لموقف الملك عبدالله الثاني، والموقف الأردني، في الضغط عليها بقبول حل الدولتين.
وأضاف أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، هي خط أحمر، وهي التي أوقفت تهويد القدس، ولكنها تحتاج لدعم عربي لأن الحكومة الاسرائيلية الان يمينية متطرفة، واليسار الاسرائيلي تغيّب عن المشهد.