كيف نظر وصفي التل الى تدريس الفلسفة

13 أغسطس 2022
كيف نظر وصفي التل الى تدريس الفلسفة

وطنا اليوم –  ‏تمنى وصفي التل لو رأى آلة واحدة، يَصُم رعيدها الآذان، وترتجف الأرض من حركتها؛ آلة واحدة تنسيه “جو المسكنة الخانق الذليل”، بعد أن زار معرض صناعي زراعي في عمّان عام ١٩٥٣، ولم ير فيها سوى التفاح والعنب والمطرزات.

‏خرج من هناك والتساؤلات تتلاطم في ذهنه، ولم يلبث أن رأى في خياله، طريق الخلاص، فكرة “إرادة القوة”، التي كتب عنها فيلسوفه المفضل، الألماني فريدريك نيتشه.

‏كان نيتشه يعتقد بأن إرادة القوة هي الدافع الرئيسي الذي يحرك البشر؛ إرادة توجد في جميع الأفراد، يمكن توجيهها نحو غايات مختلفة. اقتنع وصفي بأفكار نيتشه عن القوة، فآمن أن المجتمعات والدول لا أمل لها بدون القوة والعمل.

‏أسرته هذه الأفكار، منذ دراسته لمادة الفلسفة في الجامعة الأمريكية في بيروت في الثلاثينات، والتي فضلها على مواد علمية مثل الفيزياء والكيمياء.

‏لتتبع اتجاهات وصفي الفكرية، يجب علينا أن نعود إلى سنواته الجامعية، عندما كتب مقالة في مجلة العروة، أسهب فيها في محاولة تحليل أسباب تأخر الفكر العربي الحديث،

‏حيث جادل بأنها نتيجة عدم اهتمام العرب الأقدمين بدراسة الفلسفة لذاتها، واعتقادهم أن أسس نهضتنا مادية، متناسين أن ما حققه الغرب من تقدم مادي، جاء نتيجة لما بلغه من تقدم فكري.

‏”أن جمهورنا لا يريد أن يتثقف ولا أن يكلف نفسه عناء التفكير.” وأنهى وصفي المقالة بقوله، أن ما يحتاج العرب إليه، ليس سوى “فلسفة فكرية وأخلاقية واقتصادية وسياسية، وقوة روحية فكرية تدعم نهضتنا”.