وطنا اليوم:في أول تواصل مباشر منذ سنوات، التقي وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بنظيره الإسرائيلي غابي اشكنازي في جسر الملك حسين الخميس الماضي، ودون نشر أي صور من جانب الأردن أو الحكومة الاسرائيلية، في خطوة من الواضح أنها تمهّد لإعادة المياه إلى مجاريها في التواصل الحكومي بين الجانبين.
اجتماع الصفدي بأشكنازي يحمل بالضرورة دلالات واسعة، خصوصا وانه يأتي بعد يومين من استقبال الصفدي نفسه وزير خارجية مملكة البحرين الدكتور عبد اللطيف الزياني والذي زار (أي الزياني نفسه) إسرائيل بالتزامن مع انعقاد القمة الثلاثية في أبو ظبي، وعقد محادثات موسّعة تبعها مؤتمراً مع اشكنازي (وزير الخارجية عينه)، ولاحقاً مؤتمرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
غانتس كان قد صرّح من واشنطن عن كونه سيتواصل مع الجيران العرب لبناء تفاهمات على الملفات المشتركة، وحدد انه سيعمل مع الملك عبد الله الثاني.
والجنرال غانتس أيضاً هو من قاد المصالحة العاجلة مع الفلسطينيين قبل أسبوعين والتي تضمنت عودة التنسيق الأمني ودفع أموال الضرائب للسلطة وادت لخروج محمود عباس بزيارتين للأردن ومصر.
بكل الأحوال، تتسق الخطوات المذكورة والتقارب الخجول مع جناح غانتس في الحكومة الإسرائيلية مع التحالف الثلاثي من جهة ومع صعود الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن والذي قد يدعم بوضوح جناح غانتس على نتنياهو وهو ما يراهن عليه الأردن بصورة واضحة اليوم.