وطنا اليوم:تستعد الأسواق المحلية لاستقبال زبائنها بمختلف أشكالها مع قرب عيد الأضحى المبارك بخاصة قطاع المواشي وسط ركود حاد في سوق الأضاحي؛ نتيجة تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
ورغم أن الإقبال لا يبدو حتى اللحظة قوياً، توقع مالكو حظائر ومربون للمواشي أن ترتفع وتيرته الأيام المقبلة.
وتشهد مزارع الماشية حركة خجولة من قبل المواطنين على شراء الأضحية وتراجعها لأكثر من النصف مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.
واضافوا ان هنالك تراجعا في اسعار الاضاحي للموسم الحالي مقارنة بالعام الماضي، مشيرين إلى توافر عدة اصناف من الاضاحي وان ذلك من شأنه ان يسهم في المحافظة على استقرار الاسعار وجعلها في متناول يد المواطنين.
العديد من البائعة أشاروا أن الاقبال على الأضاحي لهذا العام يشهدا تراجعا ملموسا.
وعزوا ذلك لتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين عاما بعد آخر.
كما يعول الكثير منهم على نشاط الحركة خلال الأيام المقبلة نظرا لرغبة العديد من المواطنين بشراء الأضاحي ليلة العيد أو خلاله، ليتم ذبحها مباشرة وعدم اقتنائها قبل الذبح.
وبين صاحب حظيرة لبيع الأضاحي محمد الزعبي أن الإقبال ما يزال ضعيف ومحدود؛ معولا أن تنشط الحركة خلال الأيام المقبلة.
وأشار إلى أن أسعار الأضاحي البلدية تتراوح ما بين 170 -250 دينارا والمستورد 160 -250.
وأبدى الزعبي خشيته من أن يستمر ضعف الحركة خلال الأيام المقبلة وخلال العيد نفسه قائلا: «اذا بقيت الحركة كما هي عليه الآن سنتكبد خسائر مالية وعدم القدرة على تسديد التزاماتنا».
واتفق عبد الرحمن العواملة «صاحب حظيرة لبيع الأضاحي”مع ماذهب اليه الزعبي حول تراجع الحركة الشرائية لهذا العام التي وصفها بـ”الضعيفة» مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي وأعوام سابقة، لكنه استدرك أن الحركة عادة ما تشهد تحسنا ملحوظا كلما اقترب أول أيام العيد وخلاله.
الحاج محمد عربيات أشار في حديثه إلى عدم قدرة بعض مربي المواشي على اقتناء الاغنام نظرا لارتفاع أسعار الاعلاف التي فاقت الضعف.
ويؤكد العربيات، صاحب إحدى مزارع الماشية في محافظة البلقاء، أن «إقبال المواطنين على شراء الأضاحي لهذا العام ضعيف جدا إذا ما قورن بالسنوات السابقة»، مشيرا إلى أن «جهوده بالترويج لعروض الأضاحي الخاصة بمزرعته التي أطلقها لم تثمر في زيادة الطلب كما هو مأمول إذا خفض سعر الكيلو القائم للاضاحي البلدية من خمسة دنانير إلى 4.75 دينار.
ولا ينكر العربيات بأن الأسعار التي تباع للمواطنين غير مجدية ماليا نظرا للتكاليف المالية التي يتكبدها مربي المواشي من تسمين وتكاليف أخرى.
وأشار إلى اقبال المواطنين على شراء الأضاحي البلدية نظرا لمقاربة سعرها مع تلك المستوردة.
تحديات وأمل بنشاط الحركة الشرائية
وقال رئيس جمعية مربي المواشي زعل الكواليت ان الطلب على الاضاحي خلال الفترة الحالية متواضع مع استمرار أستقرار الاسعار في الأسواق المحلية.
ولا ينكر الكواليت أن لا يكون الطلب على شراء الأضاحي بنفس المستوى للعام الماضي نتيجة موجة الغلاء التي تعصف بمختلف السلع الغذائية والمحروقات وتفاقم الأعباء المعيشية وتراجع القدرة الشرائية؛ وهو ما يدفع بالمواطنين بتبديل الاولويات وانخفاض الطلب.
ورجح أن تنشط الحركة خلال يومي السبت والأحد؛ لافتا إلى أنها قد لا تصل للمستوى المأمول.
دعا المواطنين إلى التوجة لشراء الاضاحي البلدية نظرا لمقاربة اسعارها مع المستوردة وكونها تتميز بالأفضلية من ناحية الطعم اضافة إلى ان شراء الأضاحي البلدية يحقق دعما للمزارع الاردني وهو ما ينعكس على الاقتصاد المحلي برمته.
وذكر بأن الحركة التجارية حال استمرارها بذات الوتيرة سيشكل تحديا كبيرا امام المزارعيين المحليين نظرا للتكاليف التي تلزم للتسمين ولحين ووصول الأضحية للمستهلك.
ولفت الكواليت إلى ارتفاع تكاليف الاعلاف وخاصة الخلطات المستوردة كالذرة والصويا شكلت تحديا امام المزارعين؛ حيث ارتفع طن الذرة من 270-340 وطن الصويا من 400–550 دينار واستقرار أسعار الشعير والنخالة.
ولفت إلى نفوق مواليد للاغنام لهذا العام عازيا ذلك لضعف الربيع وبعض الامراض التي تصيبها كالحمى القلاعية وغيرها.
وأشار إلى أن الأعداد متوافرة من الاضاحي البلدية والتي يبلغ عددها نحو 150-200 ألف رأس؛ كما تتوافر الأضاحي الرومانية والاسترالية بنحو 350–400 ألف رأس. ولفت إلى أن سعر الخاروف البلدي «القائم» يبلغ خمسة دنانير للكليو الواحد والخاروف الروماني والاسباني اربعة دنانير للكيلو القائم.
وأشار إلى انه لن يكون هناك ارتفاعات في الأسعار؛ والأمر يعود للعرض والطلب والذي قد يتحكم في انخفاض الأسعار.
وقدّر الكواليت عدد الأغنام التي تذبح خلال فترة عيد الأضحى، على مدار ثلاثة أيام، بنحو 400 ألف رأس غنم، ربع مليون منها من الأغنام المستوردة.
جهات رقابية
ومن جهتها أعلنت مؤسسة المواصفات والمقاييس عن البدء بتنفيذ خطّتها التفتيشيّة للرقابة على الأسواق وموازين الأضاحي قبيل وخلال عطلة عيد الأضحى المبارك.
وحضت المواطنين للالتفات الى عدة امور عند شراء الاضحية منها: أن يكون القبّان مثبت على سطح مستوٍ والمؤشر على قراءة الصّفر وأن لا يوضع على الميزان/ القبّان أيّ جسم آخر سوى الأضحية المراد توزينها.
في حال الشّك بقراءة الميزان،دعت المؤسسة المواطنين بإبلاغ مؤسسة المواصفات والمقاييس على هاتف ووتساب الشكاوى أو الصفحة الرسمية لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالبت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك الجهات الرقابية تشديد الرقابة على أماكن بيع الأضاحي في مختلف محافظات المملكة وذلك للحد من عمليات الغش التي قد تحدث للمواطنين نتيجة عدم معرفتهم وتمييزهم ما بين الاضاحي البلدية والمستوردة.
ودعت الجهات الرقابية ضرورة تحديد الأسس والقواعد الواضحة للحفاظ على حق المستهلك في الحصول على أضحية بأسعار ونوعية معقولة وتكثيف حملاتها التفتيشية والرقابية على هذه الاماكن من كافة النواحي للتأكد من مدى سلامة هذه الاضاحي من أية امراض أو من ناحية المبالغة في اسعارها مقارنة بأوزانها.
ولفت إلى أهمية إعطاء المستهلك حقه في الاختيار من خلال توضيح نوع ومنشأ هذه الأضاحي، حتى لا يتم الخلط بين الأضحية البلدية مع الأضحية ذات المنشأ الخارجي وذلك بسبب اختلاف سعر كل نوع، كما أن حرية الاختيار للمستهلك والمعرفة ستساعده في اتخاذ القرار الذي يتناسب مع قدراته الشرائية