وطنا اليوم:“تصمغ الاشجار”، آفة جديدة قد تقضي على ما تبقى من امال مزارعين بلواء الغور الشمالي بإنقاذ موسم الحمضيات، بعد توالي الضربات، التي بدأت بموجات صقيع حادة تبعتها أجواء مغبرة ورياح ودرجات حرارة متقلبة، ثم الاعلان المبكر عن مخاوف نقص بكميات مياه الري على ابواب صيف حار.
في موسم كهذا، قد يبدو الوصول الى موعد القطاف أمرا يرهق انفاس مزارعين، الذين بدأ اليأس يتسلل الى نفوس بعضهم فيما آخرون يعيشون حالة القلق، رغم خبرتهم الطويلة في الزراعة والتي عرفوا خلالها العديد من الصعوبات، غير انها جاءت هذا العام على نهج متعاقب.
يؤكد مزارعون ، ان موسم الحمضيات شهد هذا العام انتكاسات عدة، كان آخرها ظهور اصابات بآفة “تصمغ الاشجار”، والتي تشكل خطراً على المحصول من حيث الجودة وكمية الانتاج.
وبينوا انهم وفور ظهور بعض الاصابات بدأوا باستخدام العديد من طرق المكافحة ولكن دون جدوى، مشيرين إلى أن عدوى المرض تنتقل بشكل سريع بين الأشجار.
ويطالب مزارعون بضرورة “سرعة تحرك” الجهات المعنية من وزارة الزراعة، لإنقاذ الموسم الزراعي وتجنب وقوع خسائر اضافية، في ظل الخسائر المتلاحقة، وذلك من خلال تنفيذ زيارات ميدانية للمَزارع لإرشاد المزارعين في كيفية معالجة هذا المرض، الذي يهدد أشجار الحمضيات، وخصوصا أن موسم الحمضيات من المواسم ذات الأهمية الاقتصادية لمزارعي الأغوار الشمالية.
ويعتبر مرض التصمغ من أقدم الآفات الفطرية، ويسمى بذلك الاسم لأن أعراض الإصابة تظهر على الثلث السفلي من الأشجار اولا في شكل افرازات صمغية تخرج من تشققات في الجذع.
وقال المزارع محمد الدلكي من منطقة الشونة الشمالية وهو صاحب مزرعة حمضيات، انه استخدم جميع العلاجات لمقاومة ذلك التصمغ خوفا من الخسائر المالية، مؤكدا ان آفة التصمغ لا تنتهي وتنتشر بين الأشجار والثمار، ما يعني ذلك خسائر مالية، ناهيك عن فقدان جودة المنتج، مطالبا وزارة الزراعة بالوقوف مع المزارع، وخصوصا المزارعين الصغار الذين يعانون ظروف مالية صعبة.
واكد ان عشرات المزارعين مطالبون بمبالغ مالية للشركات الزراعية او مؤسسات الإقراض الزارعي وفي حال تجاهل مطالب المزارعين، سيكونون عرضة للوقوع في مشاكل أخرى.
وأضاف المزارع علي الرياحنة، ان التصمغ يتسبب بموت مقاطع عديدة من اللحاء وبقائها على ساق الشجرة، ويعمل على ارتفاع الصمغ بلون بني مصفر على طبقات النبات الداخلية، وتصدع وتشقق في طبقة اللحاء في شكل عمودي على الساق واصفرار الأوراق وتساقطها، اضافة الى موت جزء من الجذور وخاصة الشعيرات الماصة.
من جانبه، قال مدير قسم الارشاد الزراعي في اللواء معاوية الردايدة، ان علاج التصمغ يجب إجراؤه مبكراً قبل حدوثه، مشيرا الى انه يمكن تجنبه عن طريق تقليب التربة قبل الزراعة والتأكد من المصارف الرئيسة والفرعية حتى لا يرتفع الماء عن حد معين في التربة، بالإضافة الى منع ملامسة المياه لساق الشجرة، ووضع السماد البلدي أو حتى السماد الكيماوي بعيداً عن ساق الشجرة.
وبين ان عددا من المزارعين راجعوا قسم الارشاد بهذا الخصوص وتم متابعة ملاحظاتهم والكشف على حجم الاصابات والتي تبين انها متوسطة.
واضاف ان فرقا من القسم تعمل على توجيه المزارعين من اجل مكافحة المرض في الاشجار المصابة.
وطالب المزارعين العمل على زراعة أنواع ذات صحة جيدة من النباتات تستطيع تحمل المرض بصورة أكبر، علاوة على ذلك دهن ساق الأشجار بمحلول “بودرة”، والذي يتكون من ماء وكلس ونحاس.
وقال إنه في حال الاصابة الشديدة بهذا المرض، يجب اتباع بعض الخطوات لتقليل الأضرار ومن أهمها، رش المجموعة الخضرية بمادة الالييت بمعدل يتراوح مرة كل ثلاثة أشهر، ودهن مكان الإصابة بمادة “ريد وميل” وذلك بعد كشط القلف والأماكن اليابسة في الشجرة، وإزالة الأفرع المصابة بالمرض حتى الوصول الى المناطق السليمة.
واوضح الردايدة أن سبب تصمغ الأشجار هو ارتفاع مستوى الماء الأرضي، حينما يكون صرف الماء من الأرض سيئ، لذلك فإن مستواه يرتفع عن الحد المسموح به، ما ينتج عنه ظهور إفرازات صمغية على الأفرع والسيقان، ومع مرور الوقت فإن الأوراق تصفر وتجف السيقان.
وأضاف، ان التصمغ يحدث عن طريق سوسة القلف، مشيرا الى ان بعض الحشرات تقوم بإحداث ثقوب في النبات تخرج منها عصارة تتحول الى صمغ، تؤدي إلى جفاف الأشجار وتدهورها.
اما النوع الآخر وهو تصمغ الثمار فينتج عن طريق نقص عنصر البورون من النبات أو عن طريق خلل ما في نظام الري للنبات يؤدى الى ظهور بقع مائية تحت جلد الثمار، ويتبع ذلك انحلال في أنسجة الثمار والنبات المصابة، كل ذلك يؤدي الى انفجار الجلد ويُسال الصمغ على القشرة الخارجية للثمار.
جدير ذكره، أن لواء الغور الشمالي من المناطق التى تشتهر بزراعة الحمضيات اذ تبلغ نسبة زراعة الحمضيات حوالي 90 % من مجمل العمل الزراعي ويعمل العديد من اهالي اللواء في القطاع الزراعي باعتباره مصدر دخل وحيد لهم