- الرحباني : الإعلام الدولي سلاح قادر على توجيه الناس نحو الأهداف التي يريدها
- الهيلات يصف الإعلام الأردني بـ ” الفزعة “ويؤكد : لا يوجد لدينا إعلام الحدث
وطنا اليوم – لوزان عبيدات
قالت الباحثة والكاتبة الدكتورة عبير الرحباني إن الاعلام أصبح محركا خطيرا للعقول جراء قدرته الكبيرة على تشكيل الآراء والتأثير بها سواء بطريقة سلبية أم إيجابية .
وأضافت الرحباني لـ ” وطنا اليوم “ ، الخميس ،أن الإعلام بات قوة أعظم من قوة السلاح يفوق جميع المعدات الحربية في العالم، بإعتباره قادرا على تعديل مواقف الآخرين ، وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف التي يريدها ويطمح لتحقيقها .
الإعلام الرقمي الصهيوني
ولفتت الرحباني إلى أن الإعلام التقني الصهيوني يعد من اوائل الإعلام الذي واكب التطورات الرقمية وفي وقت مبكر، لتركيزه على الدعاية الاعلامية ، مشيره إلى أن هذا الإعلام استفاد من أدواته لمخاطبة الناس في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها للتأثير عليهم وإعطائهم الصورة الذهنية أمام الرأي العام العالمي والعربي على وجه الخصوص .
وأكدت أن الإعلام الصهيوني أصبح قادرا على ممارسة الدعاية بكل شراسة في الوقت الذي يمارس فيه رسائله بطريقة أكثر يسر وسهولة ، وذلك عبر إنتشار مؤسسات اعلامية رقمية ناطقة باللغة العربية ، مبينه أن هذا الإعلام توصل إلى أن الإكتفاء والإعتماد على الحكومات الرسمية لن يكون له تاثيرات مجدية لخدمة مصالحه وتحقيق أهدافه .
” بالونات الأختبار ” فن من فنون الإعلام الرسمي و اداة لاختراق العقول
سياسات الإعلام المحلي
وأوضحت أن الإعلام الرسمي المحلي يلعب دورا كبيرا من خلال رسائل تشكل” بالونات الاختبار “ باعتبارها فن اختراق العقول وسرقتها وجس نبض الرأي العام المحلي ، مؤكده أن تسريب بعض المعلومات يكون بواسطة جهات حكومية تقوم بارسالها الى وسائل الاعلام المختلفة ليقاس مدى تأثيرة على الشارع الأردني .
الرحباني بينت أنه مع تطور المعلومات اصبحت ” بالونات الاختبار “ تخترق العالم الرقمي لأن أن الحكومات اصبحت تستخدم اشخاصا يطلقون بالونات باشكال مختلفة في قضايا منوعه بهدف التأثير على الاعلام الجديد لمعرفة ردود الافعال عن طريق اشخاص يطلق عليهم نشطاء ليس للتأثير ، وانما لتسريب .
التفاعلية والمنافسة
من جهته ، قال الدكتور خالد الهيلات أستاذ الصحافة بجامعة اليرموك إنه لم يعد للإعلام الان الدور الكبير في التأثير على الرأي العام و تحديدا في القضايا التي لا تمس مصالح المواطنين بشكل مباشر .
وأضاف الهيلات أن التحولات الإعلامية التقنية الأخيرة فرضت على الجمهور التغير عن النمط التقليدي بسبب توفير عنصري التفاعلية المنافسة ، لافتا إلى أن الإعلام الجديد مكن الجمهور من التنقل بين وسائل الإعلام والمضامين الإعلامية بكل سهولة ويسر .
تعاطي الإعلام المحلي الأردني مع التأثيرات الخارجية يمثل سياسة موقف اللاموقف
إعلام الفزعة
واستغرب الهيلات من اتباع الإعلام الأردني أسلوب ” الفزعة ” في نقل أهم الأحداث التي تجري على الساحة المحلية ، مؤكدا ان اعلام ردة الفعل ولا يصنع الحدث وينتظر توجيهات المسؤول كالوزير أو مدير المؤسسة الاعلامية حتى لو لم يكن مختصا بالإعلام لترويج ما يحدث .
وأشار إلى أن تعاطي الإعلام المحلي مع الأحداث والتأثيرات الخارجية يعكس سياستنا الاستراتيجية و التي تعتمد على الدبلوماسية الناعمة ، موضحا انه يعمل على الحفاظ على جميع التوازنات والذي مثل السياسة الإعلامية بشكل غير واضح وبموقف دائما اللاموقف .
الثقة في السلطة
وأكد أنه عندما يفقد الجمهور وأفراد المجتمع الثقة في السلطة فإنهم يتحولون لوسائل إعلام خارجية ويتأثرون بها فتشكل اراءهم، ولا يعود للسلطة الداخلية اي تأثير على الجمهور ولا على مواقفهم المتغيرة بشكل مستمر .
وشدد على ضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح والبحث عن بدائل محلية قادرة على إثبات مدى اهمية الإعلام المحلي وعدم السير وراء الإعلام الخارجي دون الوصول إلى سياسة واضحة وموقف جاد .