المؤتمر الثقافي الثالث: المشهد الثقافي العربي في ظل جائحة كورونا أين… وإلى أين…؟

30 نوفمبر 2020
المؤتمر الثقافي الثالث: المشهد الثقافي العربي في ظل جائحة كورونا أين… وإلى أين…؟

وطنا اليوم – نظم مركز مركز إبن خلدون للدراسات والابحاث مؤتمره الثالث: المشهد الثقافي العربي في ظل جائحة كورونا أين… وإلى أين…؟، وذلك بالشراكة مع ملتقى الأردن الثقافي وبرعاية وزارة الثقافة الأردنية. وبمشاركة أكثر من 30 باحث من مختلف الدول العربية، يوم الاربعاء 25 تشرين الثاني 2020 عبر تطبيق زووم.

 ومندوبا عن وزير الثقافة افتتح السيد هزاع البراري أمين عام الوزارة المؤتمر حيث أبرز دور وزارة الثقافة في ظل الجائحة.

 الدكتورة شذى صخر الزعبي مدير عام مركز ابن خلدون للدراسات والأبحاث التي ادارت الجلسات، قدمت الشاعر حارث الأزدي من العراق الذي طرح أمثلة عبر التاريخ للمقارنة بين الشعراء الذين عاصروا أمراض مختلفة مثل الكوليرا، وشدد على ضرورة تعزيز التنسيق بين المنتديات والهيئات الثقافية المختلفة.

المتحدث الثاني الدكتور فهد الناصر وهو استاذ علم الاجتماع العائلي في جامعة الكويت حيث كانت المداخلة بعنوان: دور منظمات المجتمع المدني في ظل جائحة كورونا، القى الظلال على أهمية عمل هذه المنظمات ودورها في هذه الجائحة، وأهمية توجهها نحو الأبحاث التطبيقية التي تخدم المجتمع والانسان.

وتحدثت الروائية والكاتبة سميحة خريس من الأردن: عن دور المثقف في ظل هذه الجائحة ودوره في معالجة الآثار الناجمة عن هذه الجائحة، ودوره في توجيه الأجيال الجديدة نحو المستقبل، وما يواجهه المثقف العربي من معيقات كالتهميش مقابل السياسين وأصحاب رؤوس المال.

وجاءت مداخلة الدكتور نجيب الشربجي عن أهمية القراءة وخاصة في ظل العزل الصحي وحالات الاغلاق التي شهدتها دول العالم، واقترح التوجه نحو عمل دراسات توضح غياب الدافعية لدى الانسان العربي للقراءةـ وتوجهه بدلا من ذلك نحو وسائل التواصل الاجتماعي، وتحدث أيضا عن أهمية محتوى ومضمون الكتاب بغض النظر إذا ما كان نسخة الكترونية أو ورقية، وضرورة البحث عن جودة المعلومات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، واقترح نشر الوعي حول استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتعزيز الدعم الموجه نحو المكتبات الوطنية والجامعية والمحلية.

وتناولت المربية والشاعرة التونسية محبوبة خمّاسي تجربة تونس في التعليم عن بعد، حيث تم انشاء منصات الكترونية وقنوات تلفزيونية كبديل لتجاوز هذه المرحلة، وتحدثت عن أبرز السلبيات التي اعترضت هذه التجربة وخاصة للمناطق البعيدة من حيث عدم توفر اشتراكات النت والحواسيب لبعض الأسر.

وتناول معالي د. ابراهيم بدران قدرات الدول في حالة الانعزال، وركز على القدرات النفسية للأفراد التي يمكن لها أن تتأثر نتيجة لهذا العزل، واستعرض أيضا قدرة المثقفين على تغير هذا المنظور نحو منظور جديد يقوم على استثمار رأس المال البشري، فالبعد الثقافي يؤثر بشكل كبير على المجتمع، وركز على أن الجائحة كشفت عن قدرة المختبرات والابحاث العربية الضعيفة مقارنة مع المختبرات في دول العالم.

وتحدثت الدكتورة راغدة المصري من لبنان حول نشأة الثقافة الجديدة نتيجة لهذة الجائحة، وأهمية الثقافة الجديدة في مواجهة التحديات في العالم العربي، وضرورة العمل على تعزيز عمليات الابداع الثقافي في شتى المجالات، كفرصة لايجاد بصمة عربية عالمية.

مداخلة الشاعر مكي النزال من العراق جاءت بعنوان: معادلة الحذر والخوف في مواجهة كورونا، استعرض خلالها مجموعة من المشكلات التي رافقت هذه الجائحة مثل نظرية المؤامرة، وقيام بعض الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر الاشاعان لكسب الاعجابات، وحالة الشك التي تصيب الفرد المصاب، وعرض تجربته عند اصابته وانه كتب قصيدة من 333 بيتا ينثر فيها حالة المرح والسعادة والتفاؤل المنشود.

وتناول د. جاسم المطيري من السعودية مستقبل الثقافة في الوطن العربي، وكيف ستكون الثقافة في الوطن العربي ما بعد الجائحة نتيجة لعمق تأثير الجائحة، وبين أهمية البدء في عمليات رسم استراتيجيات العمل الثقافي المستقبلي، والبناء الاداري للثقافة، والخروج من حالة القلق التي يمر بها المثقف والحرص على توفير الادوات اللازمة له ومنها مشاركة الفعاليات والمعلومات بين االمثقفين.

 وتناول د. سالم الدهام دور الجائحة في تغيير العادات والقيم والممارسات الاجتماعية المعتادة، وهو ما قد يعكس جانب ايجابي لهذه الجائحة في تخفيف المتطلبات المالية والاجتماعية الناتجة عن هذه الممارسات مثل الترف في الاعراس ما قبل الجائحة، واستعرض دور وزارة الثقافة الأردنية لمواجهة الجائحة من خلال الاعتماد على وسائل جديدة وطرح مبادرات جديدة مثل مبادرة موهبتي من بيتي.

الروائي الاردني احمد الغماز تحدث عن دور الثقافة الرقمية، بمعنى الثقافة عن بعد ودور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الوعي الثقافي، وقدرة المثقف على نشر نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدم د. حكمت النوايسة مداخلة بعنوان ما قبل وبعد الجائحة استعرض فيها اشكالية المثقف ودلالة المفهوم، وربطها بالمجالات المتنوعة مثل السياسة لتشكل مفهوم المثقف السياسي، وبين عدد من المعيقات التي تواجه المثقفين مثل سقف الحرية المسموحة له، والشرخ في تناقضات مثل المثقف المعارض ومثقف الدولة، وكيف أن الجائحة كشفت عن أهمية الدور الثقافي في المجتمع.

المؤرخ الأردني د. بكر خازر المجالي استعرض تأثير الجائحة على قضايا مجتمعية مثل الثقافة العربية، وقارن ما بين ثلاث حالات تمر بها الثقافة العربية خلال هذه الجائحة، وهي: ما قبل كورونا والحالة الثقافية التي تعيشها الدول العربية الان، والحالة الثقافية ما بعد كورونا، وشدد على ضرورة تسليط الضوء على القواسم بين هذه الحالات الثلاث.

 والقى د. علوي الهاشمي من البحرين الضوء على دور الجمهور كمرسل اليه ما قبل الجائحة وما بعد الجائحة، حيث يمثل الجمهور مرآه عاكسة للوضع القائم.

وقدم د.صالح محروس من مصر الأمين العام للرابطة العربية الافريقية، مداخلة بعنوان: المنصات الالكترونية المستقلة ودعم الثقافة العربية – منصة الرابطة العربية الافريقية نموذجا، استعرض خلالها أهمية هذه المنصة في عملية الربط بين الباحثين العرب والباحثين الأفارقة، وكشف عن عدد من المعيقات التي تواجه المنصه مثل ضعف النت في عدد من الدول، ووضح أهمية انشاء جهة لتنفيذ التوصيات الناجمة عن المؤتمرات المختلفة في جميع الدول.

وتحدث الأستاذ د. مبروك بوطقوقة: أستاذ الأنثروبولوجيا ومؤسس في مركز فاعلون للبحث في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية والإنسانية – الجزائر عن الجامعة والجائحة وسؤال التحول الرقمي، استعرض دور الجامعة خلال الجائحة وبخاصة الجامعة الجزائرية، وما تم اعتمادة بالنسبة للتعليم عن بعد وما واجهته من عدد من المعيقات مثل عدم توفر البنية الرقمية التي تساعد عى هذا التحول، وبين أهمية تبني ثقافة جديدة تساعد على التحول الرقمي في الجامعات.

وتناول د. محمد علي الحمران رئيس اتحاد الأكاديميين العرب وعضو الاتحاد الدولي للابتكارات، المشهد الثقافي العربي في ظل أزمة كورونا، استعرض فيها أبعاد الجائحة على مختلف المجالات في اليمن، ودور الثقافة في ادارة الازمات في العالم ومدى استجابة الدول كما حصل في الصين، ومدى اهمية الاستفادة من الابتكارات والثقافات المختلفة.

 واستعرض د. جمال المناصير دور البحث العلمي في الجائحة، وتجربة التعليم عن بعد، وقدم مدخلا لرؤية قانونية لقوانين الطوارئ والدفاع في ظل الجائحة، وأهمية التنسيق العربي العربي في الجائحة.

الأديب والكاتب نور الدين بن يمنيه استعرض دور الانترنت في نشر الثقافة بأنواعها المسرحية والمحاضرات والمسابقات، ومع ذلك؛ ضرورة وحاجة المثقف للتواصل المباشر مع الجمهور، بسبب حاجته للدعم الحقيقي.

المتحدث د.طه البجاوي رئيس ملتقى الأوطان للآداب والفنون تناول أهمية الحراك الثقافي وأهمية اجتماع المثقفين العرب، حيث كانت مداخلته بعنوان: تاثير جائحة كورونا في المجال الثقافي العربي.

وختاما قدم الدكتور محمد الحياصات رئيس ملتقى الأردن الثقافي ورقة بعنوان: ثنائيات ثقافية في الفِراق والاتفاق في عزلة كورونا. وقد أوصى المؤتمر بتنظيم جلسات أسبوعية تعنى باختيار موضوعاتها وضيوفها والمتحدثين فيها. وضرورة التعاون والتنسيق بين المنتديات والهيئات الثقافية العربية، وضرورة دعم المثقف العربي من الجهات الداعمة، وضرورة قيام المبدعين العرب بتسويق نتاجهم الثقافي والأدبي والفني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتوجه نحو مواكبة التحول الرقمي الثقافي.