وتتمثل الوثائق هذه المرة في ملف التحقيق مع الطيار الشخصي السابق لهتلر، والذي شغل كذلك منصبا رفيعا في جهاز الشرطة، ويدعى غانس باور، وهو تحقيق جرى معه في البدء بمنطقة نوفغورود الروسية.

وقد كتب باور سيرته الذاتية بخط يده باللغة الألمانية، وتمت ترجمتها إلى اللغة الروسية، وأدلى بشهادته لاحقا أثناء استجوابه في جهاز الأمن السوفيتي في ديسمبر عام 1945.

كذلك تم نشر صورة لباور مع هتلر، التقطت في أوائل سبتمبر 1932 أثناء الحملة الانتخابية لانتخاب هتلر مستشارا لألمانيا.

ووفقا لما كتبه باور أثناء الاستجواب، فإن الدائرة المقربة من هتلر، التي كانت بجواره في قبو مستشارية الرايخ في برلين حتى نهاية أبريل 1945، لم تكن تعرف النوايا النهائية لقائدها.

وقال: “فقط في 30 أبريل، بعد الظهر، اتصل بي مع مساعدي، العقيد بيتز، استقبلني هتلر في الردهة وقادني إلى غرفته”، ويضيف باور: “صافحني وأعلمني أنه يريد أن يقول لي وداعا، وأريد أن أشكرك على كل سنوات الخدمة”.

وتابع باور: “إنه (هتلر) أصبح كبيرا في السن ومرهقا. كانت يداه ترتجفان، وكان واضحا لي أنه اتخذ القرار النهائي بالانتحار”.

وبحسب الوثائق التي تم نشرها أخبر هتلر باور أنه يريد أن يمنحه لوحته المفضلة كتذكار، وهي صورة للملك فريدريك العظيم بريشة الفنان رامبرانت كانت معلقة في غرفة هتلر.

وقد حاول باور ثني هتلر عن الانتحار، “لأن كل شيء سينهار في غضون ساعات قليلة” فأجابه هتلر: “لا يستطيع جنودي الصمود ولا يريدون الاستمرار، لا يمكنني تحمل ذلك بعد الآن”.

وأوضح هتلر لباور أن “الروس موجودون في ساحة بوتسدام” ويمكنهم أسره حيا، باستخدام غاز منوم”.

وأضاف باور أن هتلر أمر بحرق جثته وجثة زوجته إيفا براون، لأنه كان يخشى أن يتم شنقهما والتشفي منهما، ويكون مصيره مثل مصير زعيم إيطاليا الفاشية، بينيتو موسوليني.

وقال باور إن آخر كلمات سمعها من هتلر قبل أن يصافحه ويخرج، هي: “في يوم ما بعد ذلك سيتعين عليهم الكتابة على شاهد قبري أنني وقعت ضحية لجنرالاتي”.

بعد مغادرتهما لغرفة هتلر، ذهب باور وبيتز للتخلص من الأوراق والاستعداد لمغادرة مستشارية الرايخ، وبعد ساعتين من المحادثة مع هتلر، بعد أن حزم أمتعته، عاد باور إلى القبو لأخذ الصورة التي أهداها له هتلر.

وقال: “كانت واجهة الغرف الخاصة مليئة بالدخان للغاية. ركض العديد من حراس القوات الخاصة لأعلى ولأسفل بسرعة. سألت، هل انتهى كل شيء؟، فقالوا نعم”.

فتساءل باور “أين الجثث؟” فأجابوه: “تم لفهما (هتلر وزوجته) في بطانيات، وسكبوا عليهما البنزين، وهما يحترقان الآن في الطابق العلوي في حديقة المستشارية