وطنا اليوم – وبعد غياب، بسبب جائحة كورونا، تنطلق اليوم الاقدام نحو ساحات الكنائس في الاردن احتفالا بأحد الشعانين، الاسبوع السابع في الصيام اليوم الذي اختاره السيد المسيح للدخول الى «اورشليم»، القدس.
وتنطلق الحناجر ايضا بالترنيم شكرا لله، وطلبا لامنه وحمايته لشعبنا ووطننا وقيادتنا، وشكرا له ان نحتفل اليوم في باحات الكنائس وفي الكنائس بعد حظر ووباء، طالبين السلام والامن والسكينة للاوطان والبشرية.
يتوجه المسيحيون اليوم إلى الكنائس احتفالا بأحد الشعانين، كبارا وصغارا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما تحمل سَعَف النخل وأغصان الزيتون، رافعين الصلوات والتراتيل في زيّاح الشعانين والتي تتميّز بالفرح والتواضع والمحبّة.
الحماسة التي تغمر الأهل والأطفال في أحد الشّعانين، جميلة جدا ترافقها شمعة العيد وأغصان الزّيتون، مصلين طالبين المجد والسلام والمحبة.
يطغى على هذا العيد الطابع الاحتفاليّ والعائليّ والاجتماعيّ. فالنّاس يسارعون لشراء الملابس الجديدة دلالة على الاحتفال والبهجة، ويتزامن العيد مع انطلاقة الربيع، فتطغى الوان الفرح والبهجة والحياة على ملابس الصغار والكبار ايضا، وتظهر ارادة الحب والحياة من خلال الورود التي تتسيد مشهد الاحتفال، فتنشط حركة شراء الورد وادوات الاحتفال كالشعنينة المزينة مسبقا في المحال التجارية.
وبعد انتهاء مراسم الصلوات، تتوجه الاسر للقاء وتناول الطعام سوية في اجواء احتفالية.
فما بين الطّقوس الدّينيّة والأبعاد الإجتماعيّة، يبقى عيد الشّعانين عيد اجتماع العائلة والأصحاب، عيد فرح اللّقاء، لقاء الملك بالحشود المؤمنة، عيد الهتاف بأعلى صوت «هوشعنا في الاعالي مبارك الاتي باسم الرب.
وعن معاني ورموز هذا العيد الذي يُدخلنا مباشرة الى اسبوع آلام المسيح ومن ثم عيد الفصح، هو ترديد «هوشعنا في الأعالي»،
وهوشعنا: معناها (هَبِ الخلاص) أو (أَعطنا الخلاص)، وقد استعملها شعب العهد القديم كصرخة واستغاثة للخلاص، وتطلق اليوم والى المنتهى ليخلّص الله الناس ويمنح السلام.
ومن عبر هذا النهار بساطة الاحتفال قديما حيث صورة الملك الذي يدخل المدينة راكبا الجحش الذي يرمز إلى السلام والتواضع والوداعة. وهو وسيلة نقلٍ استعملها يسوع بعكس الملوك انذاك الذين كانوا يأتون راكبين على فرس أو حصان رمزاً للعظمة والقوّة والبطش.
وعن الاكثر حضورا في احتفال اليوم، أغصان النخل والتي ترمز إلى الاِنتصار، وهذا الشّعار يرفعه الكثيرون من المنتصرين بالأيدي على شكل 7؛ هو مأخوذ من شكل ورق النخل، وهي رمز الانتصار على الخطيئة والموت والطغيان.
وفي بلادنا يرفع الكبار من حضور الاحتفال أغصان الزيتون والتي ترمز إلى السلام، ى وهي هكذا منذ أن حملت الحمامة ورقة زيتون خضراء إلى نوح مبشّرة إيّاه بأنّ الطوفان قد انتهى وعادت الأرض موطئاً للسكن وعاد السلام بين الأرض والسماء.
وتحضر الشموع بقوة في احد الشعانين، فالشمعة المضاءة ترمز إلى كلمة الله التي تنير خطانا في مسيرتنا معه والزينة التي توضع عليها ترمز إلى الأعمال الصالحة التي هي نتيجة سماعنا لكلمة الله والسير وفق مشيئته؛ ما يبعث في النفس البهجة والزهو.
كل عام ووطننا ونحن جميعا بألف خير، أحد شعانين مبارك.