بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
في ظل غياب رقابة حقيقية لحماية المستهلك الأردني من جشع التجار ولؤمهم ونجاحهم من خلال الأساليب الملتوية للتأثير على صناع القرار لتحقيق مصالحهم الذاتية على حساب حياة المجتمع “وهناك نظرية تدرس في السياسية عن جماعات الضغط أصحاب المصالح الذين يستأثرون على كل شيء ويحاربون بكل أسلحتهم كل من يهدد مصالحهم والادهى انهم يستخدمون كل الوسائل غير الشرعية لتحقيق أهدافهم”، وفي ضوء ذلك فمن المتوقع ان يواجه الرجل الطيب البسيط أبو طلال العجرمي المستثمر في تربية الأغنام في جورجيا صعوبات عديدة؛ بعد تعهده بأن يقدم الخروف الجورجي الى المستهلك الأردني ب 80 دينار بمعنى ان سعر كيلو اللحم للمواطن ستكون بأربعة دنانير، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار كيلو لحم الخروف الحي المستورد الى سبعة دنانير ونصف وهذا السعر ضعف ما تعهد به العجرمي.
مهمة العجرمي لن تكون سهلة وسيواجه تعقيدات عديدة، عقب سماعنا احد المفذلكين يبرر قبل مدة، قرار عدم استيراد الخروف الجورجي لأنه يشبه الخروف البلدي…ان صح هذه الحديث فالعذر اقبح من الذنب، وهل يعقل ان الحكومة من خلال اذرعها وأجهزتها الرقابية عاجزة عن وضع علامة مميزة للخروف الجورجي والا كيف كانت الإحصاءات تحصي ملايين الرؤوس وتضع علامات تميزها.
الحل بسيط علامه على اذن الخروف تميزه عن البلدي وكان الله في السر عليم، لكن ما نخشاه حقيقة هو ان يقع العجرمي ضحية للحيتان بإغرائه واغراقه بالمال حتى يكونوا وكلاء لهذه السلعة ويتحكمون بالكمية والسعر ويبقى المواطن الفقير لا يأكل اللحم الا في الاعياد او عندما توزع الاضاحي.
حقيقة نحتاج إلى قرار حكومي صارم ومؤثر وقوي يلجم الحيتان ويتابعهم ويعطي الأمان ويعزز الرقابة على المستوردات من جورجيا حتى لا يكون المواطن ضحية لحيتان لا يخافون الله ولا يهمهم الا الربح مهما كان الثمن، نعم نحن مع الربح ولكن المعقول الذي لا يحتكر السلعة ويتحكم بسعرها والسؤال ماذا عملت الحكومة لحماية المستهلك من رفع سعر القهوة لبعض العلامات التجارية بنسبة 10% دون مبرر، وهل المواطن عليه ان يدفع دون رحمة ودون إحساس من المسؤول والتاجر ونحن نعلم ان المتهربين ضريبيا يحرمون موازنة الدولة مليارات الدولارات سنويا، من خلال رشاوى يقدمونها لضعاف النفوس في الجهات الرقابية للتلاعب والافلات من الدفع.
ندعو ان يكتمل مشروع ابو طلال العجرمي وان يمر بسهولة لعله يُدخل طعم اللحم الى بطون الفقراء الخاوية الذين لا يقتاتون الا الخبز والشاي وما تجود به نفوس الخيرين.
استاذ العلوم السياسية / جامعة البترا
ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري