وطنا اليوم:عادت أزمة تهالك البنية التحتية في المدن المصرية إلى تصدر أحاديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد غرق أجزاء واسعة من مدينة الإسكندرية الساحلية، بفعل هطول كميات كبيرة من الأمطار.
وبدأت الأزمة مع فيضان مياه الأمطار في الإسكندرية لليوم الرابع على التوالي، ودخولها إلى المنازل وغرق الطوابق الأرضية، بالإضافة إلى توقف حركة المرور في العديد من الشوارع بسبب انسدادات بالوعات الصرف وفيضان مياه الأمطار في الشوارع.
الإسكندرية مدينة ساحلية تاريخية بنيت قبل ألفي عام على يد الإسكندر الأكبر، ويقطنها نحو ٥.٥ ملايين نسمة حتى تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتعرف باسم “عروس البحر المتوسط” والذي يحيط بها من ٣ جوانب.
وتداول نشطاء العديد من الصور والمقاطع المسجلة لمنازل غرقت الطوابق الأرضية بها بالكامل واضطر سكانها إلى المكوث في الشوارع، كما تداول النشطاء مقاطع لانجراف إحدى السيدات مع مياه الأمطار المنحدرة بسرعة في الشارع ومحاولة أحد الأشخاص لالتقاطها.
وعرض النشطاء أيضًا العديد من الصور لأسواق الخضراوات والفاكهة في نواحٍ متفرقة من الإسكندرية وخاصة سوق “الجملة” في منطقة “العامرية”، والتي منيت بخسائر فادحة بعدما غمرتها المياه وظهرت الصور وقد وصلت المياه إلى منتصف ساق المتواجدين.
كما أظهرت المقاطع وجود سيارات عالقة في المياه وتقطع السبل بالمواطنين الذين لم يستطيعوا الخروج منها، وذلك أسفل كوبري “كليوباترا” في الإسكندرية.
وأعرب النشطاء عن غضبهم من استمرار تهالك البنى التحتية في الإسكندرية، رغم مرور ثماني سنوات على وعود السيسي برؤية مصر في مكان آخر “اصبروا عليا وهتشوفوا مصر في حتة تانية”.
وأشار النشطاء إلى أن السيسي لا يهتم إلا بالعاصمة الإدارية وخدماتها ورفاهيتها، بالإضافة إلى القصور والطائرات الرئاسية والحرص على بذخ ورفاهية حاشيته وأتباعه ليضمن ولاءهم له، وفق وصف النشطاء.
ووصف النشطاء ما يحدث في الإسكندرية بأنه “سوء إدارة” وفشل ذريع للسيسي وحكومته، متسائلين لماذا تتصنع الحكومة كل عام مفاجأتها بغرق الإسكندرية؟ لماذا لا يهتمون بخسارة البضائع والبيوت والأشخاص، هل كل الشعب فداء للجمهورية الجديدة؟ هل الإسكندرية موجودة في خطط السيسي لمواجهة التغير المناخي؟
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد حذر خلال مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي بمدينة غلاسكو الأسكتلندية خلال تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، من تأثير تغير المناخ على مدن عدة من بينها الإسكندرية.
وقال جونسون إن “ارتفاع الحرارة بمقدار 4 درجات فقط سيجعلنا نقول وداعا لمدن بأكملها هي ميامي والإسكندرية وشنغهاي، كلها ستغرق تحت المياه”.
وكانت تحذيرات الخبراء قد تصاعدت خلال الأعوام الماضية عن الخطر الذي يهدد الإسكندرية جراء ارتفاع منسوب المياه بسبب درجات الحرارة نتيجة للتغير المناخي، رغم أن السلطات المصرية تقول إنها تتخذ إجراءات لحماية المدينة، لكن ذلك مستمر منذ سنوات.
ومرة أخرى ظهرت تساؤلات النشطاء حول حقيقة “تنظيم سد البلاعات” التي أعلن عنها النظام في ٢٠١٥، حيث أكدت وزارة الداخلية المصرية في ٧ تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٥، عن اعتقالها لـ١٧ شخصا وصفتهم بأنهم “خلية إرهابية” ووجهت لهم الاتهامات بارتكاب “أعمال تخريبية” في الإسكندرية منها سد البلاعات مما تسبب في غرقها آنذاك، وفق زعم الداخلية.
وأعاد النشطاء التساؤل حول من تم اعتقالهم بتهمة “سد البلاعات” قائلين: “تم اعتقال عشرات المواطنين وسقط منهم شهداء داخل السجون، وما زال اللواء محافظ الإسكندرية يمارس الفشل بمهارة واضحة، ولم تعد هناك من حجة أو فزاعة تبرر الفساد وعشوائية إدارة مشهد يحدث كل عام وتوقيتاته معروفة”.