وطنا اليوم – ديمة الفاعوري – قصة أمل أراد طبيب إيطالي روايتها بعد علاجه لمسن، مريض بفيروس كورونا المستجد، طلب من الأطباء تسريحه لتوفير مكانه للمرضى الشباب.
إحدى قصص النهاية السعيدة في الموجة الثانية من عدوى الفيروس التاجي تأتي من مستشفى مقاطعة كومو الإيطالية، في شكل رسالة موجهة إلى كبار السن، شاركها الطبيب جوزيبي فاللو، مدير إعادة التأهيل التنفسي لأحد مستشفيات بلدية ألتا فاللى إينتيلفى، على “فيسبوك” لعلاجه لمريضه البالغ من العمر 90 عاماً، والذي أنقذه من كورونا رغم طلبه من الأطباء عدم تضيع الوقت معه بسبب عمره المتقدم.
“لقد أنقذناك، لكنك أنقذتنا”، بكلمات الامتنان هذه، أراد فاللو، نشر قصة المريض صاحب الـ90 عاماً، والذي خرج في غضون 15 يوماً من العناية المركزة، وشفي تماماً، وفقاً لصحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية.
شهادة مليئة بالقوة والإنسانية بدأت في الأول من نوفمبر عام 2019، عندما عبر الرجل المسن باب المستشفى في حالة صحية حرجة وقال للطبيب وهو يصافحه: “دكتور، عمري 90 عاماً، وفعلت كل ما كان علي فعله حياتي، دعني أذهب”.
لم يُرد المريض المسن إضاعة الأطباء الوقت والطاقة في علاجه، بعد رؤيته للكثير من المرضى الأصغر سناً في الأسرة الأخرى، ومع ذلك، من الواضح أن فاللو لم يستمع إليه، واستمر في علاجه والاعتناء به.
في اليوم التالي لدخول المسن المريض المستشفى، كانت نسبة الأوكسجين لديه منخفضة للغاية لدرجة أن الأطباء اضطروا إلى إلباسه خوذة ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر بنسبة 100 % من الأكسجين لمساعدته على التنفس.
“رأيت في عينيه صورة أبي، الذي هو نفس عمره، وطلبه المقلق وأيضاً المتواضع للغاية تسبب لي بغصة في قلبي، لدرجة أنني شعرت كما لو أني أنا الشخص الذي يحتاج إلى الأكسجين”، كلمات مؤثرة عبر بها “فاللو” عن تجربة علاجه للمسن المريض بالفيروس التاجي.
وحكى عن ابتسامة الرجل وكرامته: “استحوذوا على قلبي بشدة لدرجة أنه بدا لي أنني الشخص الذي يفتقر إلى الأكسجين، نحن قاتلنا معاً، واعتنت الممرضات بك، وعمال النظافة بكل بحب، وبعد 15 يوماً أخرجناك من غرفة العناية المركزة، لتبدأ في المشي مرة أخرى بمساعدة فائقة من أخصائيي العلاج الطبيعي لدينا، وسنحاول قريباً إعادتك إلى المنزل”.
وأنهى “فاللو” المنشور بصورة جماعية للأطباء الموجودين في الجناح قائلاً: “لقد شكرتنا مرات عديدة ولكن الحقيقة هي أننا يجب أن نشكرك لأنك تعطينا الأمل والرغبة في مواصلة القتال كل يوم”.
