قرار صلاة اليهود في الأقصى.. إعلان حرب وإشعال فتيل التصعيد

8 أكتوبر 2021
قرار صلاة اليهود في الأقصى.. إعلان حرب وإشعال فتيل التصعيد

وطنا اليوم:في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة وستُصاحبها الكثير من الغضب والجدل وتأجيج التصعيد والمواجهات، أقرت المحكمة الإسرائيلية لأول مرة في تاريخها بحق اليهود في أداء صلوات في باحات المسجد الأقصى المبارك والتواجد في الحرم القدسي، واعتبرت ذلك بأنه لا يمثل “عملا إجراميا طالما تظل صلواتهم صامتة”.
كما أمرت المحكمة شرطة الاحتلال، بإلغاء مذكرة الإبعاد الصادرة بحق الحاخام أرييه ليبو لمنعه من زيارة الحرم القدسي بسبب إقامته صلوات صامتة هناك، وينص الحكم كذلك على أن زيارات هذا الحاخام اليومية إلى الحرم القدسي تشير إلى أنه “يعتبرها أمرا مهما جدا ومبدئيا”.
وتعد هذه الخطوة تغييراً للوضع في الأقصى بالتزامن مع ازدياد أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد وإبعاد عشرات المصلين الى جانب منع حلقات العلم في باحاته.
هذا القرار “المثير للجدل” أثار موجهة غضب فلسطينية وعربية كبيرة، وزاد من حدة التوتر داخل الأراضي الفلسطينية وخاصة في القدس وضواحيها، وسط تحذيرات من النتائج المترتبة على وضع الأقصى الجديد، ومناشدات أُطلقت لملك الأردن وباقي الدول العربية والإسلامية للتدخل العاجل والضغط على إسرائيل لتعطيل القرار قبل “وقوع الكارثة الكبرى”.
مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، أكد أن الوضع في المسجد الأقصى خطير وان إسرائيل تتحمل مسؤولية نتائج القرارات التي تتخذها بشأن المسجد الأقصى المبارك .
وناشد الكسواني الملك عبد الله الثاني التدخل فوراً للجم قرارات قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنع الاعتداءات على المسجد الأقصى ، بالإضافة الى مطالبته لجامعة الدول العربية لاتخاذ قرارات لحماية المسجد الاقصى.
وبين أن أهل السجد الأقصى وكما يعرفهم القاصي والداني مخلصون للمسجد الاقصى، ويتصدون بكل ما يمتلكون لاعتداءات الاحتلال ، مشدداً على ان اهالي القدس وعندما يشعرون بالخطر الحقيقي يقفون الى جانب مسجدهم بكل ما أوتوا من قوة ،بالرغم من محاصرة الاحتلال للبلدة القديمة ومنع الشباب من الوصول الى المسجد الأقصى.
الجدير ذكره أن حكومة الاحتلال صعّدت من اقتحامات المسجد الأقصى، خلال الأعوام الأخيرة، من أجل تسريع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، في حين يسعى الفلسطينيون للتصدي لها، وإبقاء “الأقصى” وقفا إسلاميا خالصا.
ويقتحم مئات المستوطنين بشكل يومي المسجد الأقصى، على فترتين صباحية ومسائية، بحماية من جيش الاحتلال والمؤسسة الإسرائيلية الرسمية، “في محاولة لجعل الاقتحامات أمراً واقعاً يساعدها في تحقيق ما تريده في عملية التقسيم”.
ويستغل المستوطنون، بحماية قوات الاحتلال، خلو المسجد الأقصى من المصلين، واقتصار الوجود فيه على الحراس والسدنة وموظفي الأوقاف، لإقامة طقوسهم التلمودية، في مقدمة منهم لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.
حركة “حماس” استنكر بدورها القرار الإسرائيلي، وقال الناطق باسمها حازم قاسم، إن “قرار محكمة صهيونية منح اليهود حق أداء صلاة “صامتة” في الحرم القدسي، يشكل عدواناً صارخاً على المسجد الأقصى، وخطوة على طريق التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، وهو انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية”.
وأضاف “يؤكد هذا القرار من جديد تواطؤ القضاء الصهيوني في العدوان على شعبنا، والمشاركة في تزوير الحقائق والوقائع”، موضحًا أن هذه القرارات “لن تغير من حقائق التاريخ، ولن تفلح في طمس الهوية الفلسطينية العربية للمدينة المقدسة”.
وشدد بالقول: “شعبنا الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع لمواجهة المخططات الصهيونية التي تستهدف مقدسات الأمة، وصولًا لتحرير كامل التراب الفلسطيني واسترداد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية”.
وأشار إلى أن “تصاعد العدوان على المسجد الأقصى يتزامن مع خطوات تطبيعية لبعض الأطراف في المنطقة”، مُبينا “هذا ما حذرنا منه دائماً بأن التطبيع سيشجع الاحتلال على تصعيد جرائمه بحق شعبنا ومقدساته”.
وأشاد قاسم، بالمرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى المبارك، الذي قال إنهم “الأمناء على هوية المدينة، والسياج الحامي لمقدساتنا، والسد المنيع في وجه المخططات التهويدية”.
كما حذرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الاحتلال الإسرائيلي من تبعات قرار السماح للمستوطنين المتطرفين من اقتحام المسجد الأقصى وأداء الطقوس التلمودية في ساحاته.
وأكدت الحركة أن القرار باطل وأن الشعب الفلسطيني سيواجه أي محاولات للمساس بالأقصى، بكل قوة وثبات وعزم لا يلين، موضحةً أن القرار الإسرائيلي سيفتح الطريق لتوالي اعتداءات الإسرائيليين المتطرفين على المسجد الأقصى.