وثائق باندورا .. محاولة بائسة للتشكيك بالمواقف الأردنية

4 أكتوبر 2021
وثائق باندورا .. محاولة بائسة للتشكيك بالمواقف الأردنية

وطنا اليوم:أجمع خبراء ومختصون في الشأن السياسي، على أن نشر وثائق “باندورا” في هذا التوقيت، ما هو إلا محاولة للتشكيك بالمواقف الأردنية، في ظل الوضع الجيوسياسي المميز جداً للمملكة حالياً.
ويقول مراقبون، إن هنالك ترابطا زمنيا غريبا، جمع ما بين نشر وثائق “باندورا” تجاه الأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وبين الانفتاح الأردني على دول الجوار وتعزيز العلاقات مع مصر والعراق وسوريا ولبنان، وإعادة الدور الأردني المحوري بالمنطقة.
وأشار إلى أن نشر هذه الوثائق في التوقيت الحالي بالذات، ما هو إلا محاولة للتشكيك بالدور المحوري الذي تلعبه المملكة في المنطقة، المترافق مع الأحداث الداخلية.
مدير مركز “راصد” وعضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، الدكتور عامر بني عامر، قال، إن نشر هذه الوثائق في التوقيت الحالي أمر غريب، كون الأردن الآن في وضع جيوسياسي مميز جداً.
وأضاف بني عامر، أن الأردن الآن لديه أدوار قيادية “استثنائية” بالمنطقة، خاصة فيما يتعلق بالملف العراقي والسوري واللبناني، وعلى رأسها ملف القضية الفلسطينية.
وأوضح أن الأردن استعاد موقعه القيادي النوعي في منطقة الشرق الأوسط وذلك مع وصول بايدن إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تأثر دور المملكة في عهد دونالد ترمب.
وأشار إلى أن الأردن يخطو بثبات تجاه الإصلاح السياسي دون أي ضغوط داخلية أو خارجية، والتي كان آخرها مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، التي تؤسس لمرحلة سياسية وبرلمانية جديدة في المملكة.
وأكد أن الأردن خرج من جائحة كورونا وتداعياتها منتصراً وبأقل الأضرار، وبدأ مرحلة التعافي اقتصادياً وسياسياً.
وشدد بني عامر، على أن جميع هذه العوامل الناجحة في الأردن، لا ترضي الكثيرين بالمنطقة، والذين يريدون أن يكونوا الوجهة الأولى للإدارة الأمريكية بالمنطقة بدلاً من الأردن.
ولفت إلى أن هنالك العديد من الجهات التي لديها رغبة في تشويه صورة الأردن والقيادة الهاشمية للتأثير على النجاحات في العديد من الملفات، بالإضافة إلى محاولة تشتيت انتباه الأردنيين والتأثير على تماسكهم المجتمعي وارتباطهم بقيادتهم.
وفي السياق، اعتبر بني عامر، أن ما نشر في وثائق “باندورا” أقل من المستوى “العادي”، والمعلومات هُوّلت بشكل مبالغ فيه.
وأكد أن التحقيق تطرق لخصوصيات، منها الخصوصية الأمنية والشخصية لجلالة الملك، مؤكداً أن الحريات الصحفية يجب أن تكون مساوية للحقوق الشخصية وخاصة عندما يتعلق الأمر بالملك.
وأوضح بني عامر، أن ما نشر لا يؤثر على صورة الأردن الداخلية ولا الخارجية، مضيفاً أن الأردنيين أوعى بكثير من الالتفات إلى ههذ الفتنة، وعلاقتهم بقيادتهم وطيدة.
من جهته، قال عضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية الأستاذ الدكتور محمد الفرجات، إن الأردن أزعج الكثيرين بالتقارب مع الدول المجاورة، بالإضافة تطوير الحياة السياسية، والدور الذي تدعمه الادارة الأمريكية في الشرق الأوسط كمحور رئيس في المنطقة.
وأضاف الفرجات، أن هنالك وسائل إعلام تحاول خلق الفتن في الداخل الأردني، وزعزعة علاقاته مع الخارج لأهداف سياسية، لكن ذلك لن يؤثر على الدور الأردني في شتى القضايا.
“الملك حاله كحال جميع ملوك العالم والأمراء الذين لهم عقارات، فالتقرير لم يتحدث عن قصور فارهة أو جزر مملوكة، وإنما تحدث عن شقق، وهذا الأمر طبيعي جداً”، وفق الفرجات.
وأشار إلى أن نشر هذه الوثائق “غريب نوعاً ما” لكونه جاء بالتزامن مع تسليم اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، مخرجاتها إلى جلالة الملك، والتي تعهد بتطوير كبير في الحياة السياسية والبرلمانية والانتخابية في الأردن.
ولفت إلى أن نتائج اللجنة التي سلمت بالأمس، تفتح الباب أمام الجميع للمشاركة في رسم حاضر ومستقبل البلاد، وتسخر قوانين الأحزاب والانتخاب لتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية، وتسهيل وصول الأحزاب البرامجية والمقنعة شعبيا للبرلمان، ومن ثم تشكيل الحكومات، فضلا عن الوصول لمحافظات منتجة ذات ميزة تنافسية، يضع أبناؤها خطط التنمية فيها.
وأكد الفرجات أن جلالة الملك وقف سداً منيعاً في وجه صفقة القرن، وأعاد الأردن كمحور رئيس في المنطقة، وعمل على تقريب وجهات النظر بين العديد من الدول، مثل التقارب الأردني العراقي المصري، والذي تلاه التقارب مع سوريا ولبنان ومصر، من أجل مساعد اللبنانيين في تخطي أزماتهم.
واعتبر أن نشر مثل هذه الوثائق في هذا الوقت بالتحديد، ما هو إلا محاولة لزعزعة الثقة بين الملك والأردنيين، مؤكداً أن الأردنيين لديهم وعي كبير ونظرة للأهداف التي تكمن وراء نشر مثل تلك الوثائق حالياً.
ودعا الفرجات إلى الحذر من الانسياق وراء هذه الفتن، فهي واجهة لأهداف سياسية ومالية واقتصادية من شأنها التأثير على الأردن وسمعته خارجياً.