قراءة في خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة

23 سبتمبر 2021
قراءة في خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة

د.أسمهان ماحد الطاهر
القى جلالة الملك عبدالله الثاني، خطابا مسجلا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين.
تحدث جلالته عن الأخطار العالمية المحدقة بالعالم، كالجائحة وتداعياتها، والتغير المناخي، والصراعات العنيفة التي يستغلها المتطرفون حول العالم، والأزمات الاقتصادية، وأزمة اللاجئين العالمية التي ما زالت مستمرة، وشدد جلالته على ضرورة العمل المشترك والتعاون والتنسيق السريع، لمواجهة التحديات وتخطي المصاعب، مؤكدا على ضرورة تطوير أساليب جديدة للتصدي لكل التحديات التي تواجه العالم.

لقد قال الملك عبد الله الثاني أن النهج الشمولي الذي تتبناه مبادرة “اجتماعات العقبة”، عملت على تقريب وجهات النظر ورفع التنسيق بين القادة المعنيين، وساعدت في تبادل أفضل الممارسات وتطوير استراتيجيات جديدة.

وأضاف جلالته أن الخطة التنفيذية الوطنية للنمو الأخضر في الأردن صممت لضمان كفاءة الطاقة وتعزيز قطاعي المياه والزراعة.
وقال القائد الهاشمي أن الأردن لطالما دعا لبناء شبكات إقليمية لتعزيز المنعة، وتجميع الموارد وتطوير القدرة على الاستجابة للتحديات بسرعة وسهولة.
وأكد الملك على الاستعداد للإفادة من الموقع الاستراتيجي للأردن على نقطة تلاقي آسيا وإفريقيا وأوروبا، لتسهيل أوسع استجابة عالمية للتحديات.

وقال الملك “لطالما اتخذ الأردن العمل المشترك نهجا، فمنذ تأسيس الأردن قبل 100 عام، ونحن نعمل عن كثب مع شركائنا الإقليميين والدوليين لتعزيز السلام والازدهار والاحترام المتبادل حول العالم”.
لقد برز واضحا في خطاب الملك عبد الله الثاني الذي القاه عن بعد في الجمعية العامة للامم المتحدة أن القضية الفلسطينية أول اولويات جلالته، حيث قال في خطابه بأنه لا يمكن أن يتحقق الأمن الفعلي في فلسطين، إلا من خلال السلام المبني على حل الدولتين، والذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وقد تحدث الملك عبد الله الثاني عن القدس ووصفها بأنها عاصمة السلام، المقدسة للمليارات الأشخاص حول العالم.
كما تحدث القائد الهاشمي عن الوصاية الهاشمية ودور الأردن التاريخي بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

لقد تطرق الملك في خطابه لحرب غزة القاسية حيث تعرضت العديد من المنازل في غزة للدمار أو لأضرار بالغة، متسائلًا؛ كم عدد المنازل التي ستضيع؟ كم عدد الأطفال الذين سيموتون قبل أن يستيقظ العالم؟ “وقال، في خطابة المسجل عن بعد إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ “على الرغم من أن نحو 100 رئيس دولة وحكومة يحضرون شخصيًا وسط جائحة COVID-19. “لا يمكن تحقيق الأمن الحقيقي لأي من الجانبين – بل للعالم بأسره – إلا من خلال حل الدولتين”.

وهنا نجد في الخطاب تأكيدًا لحق الشعب الفلسطيني في أن يمنح الحقوق التي يستحقها: دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة.
الملك عبد الله الثاني القائد الأردني الذي يتصف بالحنكة والحكمة يطالب العالم في خطابة في الجمعية العامة للامم المتحده بأن يعترف بالمساواة في الحقوق للشعب الفلسطيني وحقه في العيش بسلام وكرامة، لأن ذلك هو الطريق الوحيد لسلام شامل ودائم في منطقة الشرق الأوسط.

وفي السياق تحدث الملك عبد الله الثاني عن ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تعمل وفقا لتكليفها الأممي وتوفر خدمات إنسانية حيوية لـ 5.7 مليون لاجئ فلسطيني.

وبالتالي دعم التمويل الكامل للأونروا والجهود الحيوية لحماية العائلات، والحفاظ على استقرار المجتمعات، ضرورة أكد جلالته عليها.
وفي نفس السياق تحدث جلالته عما قدمه الأردن من التضحيات لمساعدة ملايين اللاجئين الفارّين من الاضطهاد والخطر. موكدا أن رعاية ملايين اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم، مسؤولية دولية، ويجب الاستمرار في دعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي والمنظمات الأخرى التي ترعى اللاجئين والمجتمعات المستضيفة.

ملك السلام في الشرق الأوسط طرح الوضع في لبنان ووصفه بأنه وضعا حرجا إنسانيا واقتصاديا، مما يتطلب استجابة دولية محكمة التخطيط ودقيقة التنفيذ.
وطالب بالدعم الكامل للشعب اللبناني، لتمكينهم من النهوض من الازمه.
واخيرا أكد جلالته أن لكل بلد نقاط قوة وقدرات يمكن تسخيرها، ولكل منطقة إمكانيات تساعد على تسريع استجابة عالمية أوسع، ولكل جهة دولية القدرة على المساهمة، والإرشاد، والتعزيز والتنسيق بشأن العمل الدولي المشترك.

في قراءة مختصرة للخطاب نرى الدور الكبير الذي يقوم به الأردن بقيادته الحكيمة القادرة على تقريب وجهات النظر والوساطة لحل العديد من الصرعات في الشرق الأوسط. حمى الله الأردن