بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
هي ام الجامعات وحققت مراكز متقدمة على مؤشرات عالمية مهمة خرجت القادة من المفكرين والسياسيين والادباء ورجال الاعمال، وساهمت بشكل حقيقي في نهضة الاردن، كما بقية مؤسسات الدولة وعلى راسها المؤسسة العسكرية التي صانت الامن والاستقرار وساهمت في تحقيق انجازات على مختلف الاصعدة.
تُخرج الجامعة الأردنية الاف الطلبة سنويا مسلحين بالعلم وقد حققت كلياتها العلمية سمعة اكاديمية محترمة لدى دول العالم الأول وأصبحت كليات الطب في الأردنية ومؤتة والهاشمية واليرموك والعلوم والتكنولوجيا والبلقاء التطبيقية، مبعث فخرِ واعتزاز إذ يتمتع خريجوها بمهارات ومقدرة علمية تضاهي افضل جامعات العالم حتى أصبحت هذه الكليات ذات سمعة طيبة وتصدر مئات الكفاءات سنويا الى دول العالم الأول ليتابعوا اختصاصات دقيقة في مختلف المجالات حتى اصبح الطبيب الأردني خريج جامعاتنا على سوية عالية من المقدرة العلمية والذكاء الذي أكسبه التقدير والاحترام والثقة.
التغييرات الأخيرة التي طالت رئاسات جامعات اردنية عديدة ضخت دماء جديدة الى سدة الرئاسة وكان من نصيب الأردنية رئيسا هادئ الطباع حاد النظرة يفكر برزانة وهدوء لاتخاذ قرارات مهمة وقوية، ولديه رؤية شاملة اذا ما أُعطي الفرصة الكاملة من حيث الإمكانيات والتركيز على المسار الاكاديمي بصحبة فريق من العمداء يعينه على اداء مهمته بعيدا عن اللوبيات؛ ستتقدم الجامعة بشكل افضل من خلال خلق بيئة صحية للعمل والتحصيل العلمي الذكي الذي يركز على العقل والابداع والكشف عن الموهوبين ليأخذوا طريقا واضحا نحو تحقيق الأهداف والنهوض بسمعة التعليم في الاردن التي طالتها سهام الشك في فضاء الكتروني لا يرحم.
نتمنى على الرئيس الجديد الدكتور نذير عبيدات صاحب الخبرة الإدارية والسياسية والفنية من خلال عمله في اماكن عديدة مكنته من الاطلاع الواسع وخلقت لديه تصورا مهما لتحديد المعضلات التي تواجه قطاعات مهمة في الدولة ومنها القطاع الصحي ان ان يبادر الى عقد مؤتمر وطني في رحاب الاردنية تحت عنوان: القطاع الصحي الى اين؟ يتم من خلاله تشخيص الواقع الصحي بشكل علمي ومدروس يؤشر على أوجه الخلل ويضع الحلول الموضوعية الضرورية للخروج من دائرة جلد الذات الى فضاء التفكير بالحلول العملية للاستفادة من الطاقات الأردنية التي تخرجها كليات الطب في جامعاتنا الستة ووضع برنامج متكامل لسد النقص المؤلم في مستشفياتنا وما يعانيه المواطن بسبب عدم توفر الاختصاصات اللازمة والضرورية للمواطنين، إذ تخلوا بعض المستشفيات في المحافظات من أخصائيين وجودهم ضروري واساسي لتوفير الخدمات الصحية المناسبة.
الدكتور عبيدات وبحكم الخبرة والتجربة قادر على مواصلة مسيرة الجامعة والتقدم لا بل تسجيل إنجازات جديدة إبداعية تكون إضافة للجامعة الام نتمنى له التفكير خارج الصندوق لتعزيز مكانة الجامعة نحو التقدم في كافة المجالات لاننا نعول عليه ولا نريد إدارة تقليدية بيروقراطية.
ندعو له بالتوفيق ونشد على يده للسير قدما في مسيرة الجامعة دون الالتفات الى الخلف.