بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
منذ تشكيل الحكومة قبل بضعة أسابيع والشارع متلهف لسماع شيء مهم يلامس مشكلات الشباب الحقيقية وخصوصا البطالة ،من وزير العمل والاستثمار الدكتورمعن القظامين، لقد تابعت قناته على اليوتيوب واستطيع القول انني شاهدت معظم حلقاته اليوتيوبية، وكان الرجل بارع في التحليل وياخذنا الى عالم الفضيلة وحل المشكلات، حتى انه تحدى من يواجهه على شاشة التلفاز لاثبات اخطائهم، وزارة العمل يقع على عاتقها مهام جسيمة وقد تعاقب عليها وزيران شابان أشغلا الرأي العام كل من موقعه الاول اشغلنا على طريقته اما الاكثر إثارة للجدل هو الدكتور معن باعتباره محلل سياسي واقتصادي ومؤهل علميا بشهادات من الجامعات البريطانية رغم تجربتنا المريرة مع خريجي الجامعات الفاخرة التي كان لافكارهم وقرارتهم ابلغ الاثر السيء في واقعنا الاقتصادي وقعدونا على الحصيرة، مع احترامي لكل واحد فيهم على المستوى الشخصي وهنا ننتقد الموقع العام للشخص وليس الشخص نفسه.
ابرز التحديات التي يواجهها الاردن فعليا ونظريا هي البطالة التي تسبب الفقر وتؤدي الى خلق بيئة خصبة للتطرف والادمان وتقوض امن المجتمع وقد شاهدنا السلوك الاجرامي لعضابات البلطجه، وتؤدي ايضا الى انتشار الشائعات بسبب الفراغ الذي يصيب شريحه واسعة من المجتمع اصاب ثقة المواطن بالحكومة.
مصطلح الاردن يستحق الافضل صاغه الدكتور ليختتم به كل مشهد يعرضه على قناة اليوتيوب وهو يعالج قرار حكومي خاطىء او سياسة فاشله وكان يقترح حلول جميله.
وبحكم خبرتنا ومعرفتنا به كأحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي ويتابعه عشرات الالوف يتولد لدينا حجم عتب على قد العشم الذي توسمناه فيه عند تسميته وزيرا للعمل، لغاية الان اغلبية الوزراء صامتون ولم نسمع لهم اي حديث او تدخل في الشأن العام حتى لو من باب المجاملة، وحتى وزيرنا الوسيم المبجل لم نسمع له حس باستثناء قراره باعتبار العطل بسبب كورونا ليست رسمية يعني غير مدفوعة الاجر لتزيد معاناة العمال واسرهم وتمهيدا لقرارات مستقبلية تتعلق بمدد اطول للحظر الشامل.
ولانه يستعيين بالامثال الشعبية نسستطيع القول بان المثل الشعبي التالي ينطبق على سير عمل الوزارة في عهده “السيل اللي ما يدربي باول المدد ما يدربي باخره”، إن غدا لناظره قريب حيث ستغرق الحكومة بترضية النواب الجدد وسيكون حصة الاسد في ارضائهم لوزارة العمل على شكل تصاريح وواسطات لعمال لم يتم تصويب اوضاعهم وفقا للقانون وستبقى البطالة في اعلى مستواياتها ولن نشهد اي خطة حقيقية لمعالجة اختلالات سوق العمل.
ولان الاردن يستحق الافضل اذا كان معالي الوزير جاد في عمل شيء من أجل الافضل الذي ردده كثيرا عليه ان يعلن خطته ضمن برنامج زمني، بكل وضوح حتى نستطيع الحكم على أداءه وحينها لكل حادث حديث، والمطلوب تحقيق انجازات على مستوى تخفيض البطالة وايضا جذب الاستثمار وتنظيف سوق العمل من كل العمالة الوافدة غير القانونية، انطلاقا من ان الدولة ذات سيادة والاولوية للمواطنين في المهن القادرين على العمل فيها ولان الاردن يستحق الافضل سنبقى نراقب اداء الوزراء لعلنا نفهم شيئاً مما يدور حولنا.
*استاذ العلوم السياسية والتربية الوطنية /جامعة البترا
*ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري