أحد النواب …. راتبنا 2930 ديناراً وما يكفينا

12 أغسطس 2021
أحد النواب …. راتبنا 2930 ديناراً وما يكفينا

هاله أبورصاع الحويطات

ما الذي يقوله المواطن البسيط أيها النائب المبجل… فأنت تتذمر من راتبك الذي يتقاضاه موظف عن ما يقارب الثمانية أشهر،أو أكثر قليلاً.
تشكو من ضيق الحال وكثرة الالتزامات،وكل ما ذكرته بنزين السيارة، وكأنه أكبر همك، فما الذي يقوله موظف يسري فجراً ليصل عمله مبكراً كي لا يُخصم من راتبه عن تأخير صباحي،ُ يهرْوِل باكراً يقف منتظراً باص عمومي، أو مركبة نقل صغيرة(سرفيس)، تجده يخرج قبل بدء دوامه بساعات لانه يدرك جيداً أنه إن لم يفعل، لن يصل في الوقت المناسب .
مع كل المعاناة التي يعانيها المواطن البسيط لم يتذمر ووجد الحل، وقسَّم راتبه البسيط المتواضع وِفق أولويات وأساسيات، فهو يحسبها جيداً من فواتير ماءِ منقطع ولكن فاتورته ما زالت بحمد الله مستمرة، وكهرباء كذلك الحال، وإيجار منزل متهالك، وخبز يومه الذي يغمسه بالشاي بعض الأحيان ليسد رمقه، ويحمد ربه، وقد يحسب حساب مصروف أطفاله إن كان هناك متسعٌ لذلك، ومع ذلك يحمد الله ويشكره على نعمة الستر والصحة والعافية.
نستهجن هكذا تذمر أو شكوى أو تصريح سميها كما شئت، ألا تجد أن الفارق كبير، أليس على الموظف المتواضع التزامات؟! ومع ذلك كل ما يطلبه منكم الرافة والالتفات لحاله، يرجوكم الالتفات للأسعار وعدم رفعها، الالتفات للمياه وعدم قطعها، الانتباه للكهرباء، للإيجارات، لسعر الخبز، لأسعار الخضار ، لتعرفة النقل ، ولم يتطرق للفاكهة، كل همه الاساسيات، وهي ادنى متطلبات الحياة،وحق المواطن في وطنه، ومع ذلك نقول ” الحمد لله راتبنا ساترنا ومكفينا ” .
ربما لو دخلت بيت من هذه البيوت،تغير حالك من الشكوى أو التذمر أو الامتعاض إلى الحمد والشكر على ما أنت عليه.
الحمد لله دائماً وأبداً ، الحمد لله في السّراء والضرّاء سعادتك.