بسطات جبل الحسين هيمنة على الأرصفة ومنافسة للمحال المرخصة

11 أغسطس 2021
بسطات جبل الحسين هيمنة على الأرصفة ومنافسة للمحال المرخصة

وطنا اليوم:ما إن تنفس اصحاب محلات في جبل الحسين الصعداء بعد رفع الإغلاقات واقامة مشروع «الحي النموذجي»، حتى جاء اصحاب البسطات العشوائية لينغصوا عليهم هذه الفرحة من خلال سيطرتهم على الرصيف بالكامل واستخدام المقاعد الخشبية وإغلاق مداخل المحال التجارية، وفقا للعديد من التجار.
ولم تنحصر معاناة اصحاب المحلات التجارية في تداعيات كورورنا السلبية، بل زادت البسطات من معاناتهم من خلال اصطياد الزبائن، حيث تنتشر عربات بيع الالعاب والملابس وسط الرصيف الذي تم توسعته أمام مداخل المنشآت التجارية المرخصة.
احمد الخليلي صاحب محل لبيع الملابس قال إن: «عشرات المحلات في جبل الحسين معروضة للبيع، وتم اخلاء العديد منها بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، فجاء اصحاب البسطات ليحتلوا الرصيف ومداخل المحلات، فبسطات بيع الذرة والفول والترمس مثلا تعود لشخص واحد يأتي بواسطة بكب يحمل خمس وست عربات يقوم مالكها بانزالها على مداخل ومخارج المولات الرئيسية، وما بين ممرات المشاة التي يفصل بينها الشارع الرئيسي وامام محلات الذهب والمعارض الرئيسية».
وقال صاحب محل العاب واكسسوارات داخل أحد المجمعات الكبرى في جبل الحسين التاجر علي صالح ان اصحاب البسطات يبيعون ما نبيع في المحلات، والاختلاف بيننا هو اننا ندفع ضرائب واجور محلات ومصاريف الموظفين، وهم لا يدفعون شيئا، مؤكدا ان مبيعاتنا انخفضت وهناك محال اغلقت، والعدد مرشح للزيادة فيما لو لم تعالج الجهات المعنية هذه الفوضى.

وبين احد مدراء المجمعات الكبرى في جبل الحسين -فضل عدم ذكر اسمه- ان نصف أصحاب المحلات هجروها، ومنهم من هو ملاحق قضائيا، بسبب تداعيات الجائحة سابقا وانتشار البسطات الهائل على طول ثلاثة كيلو مترات وغالبيتها تتركز أمام المحلات الواقعة على دوار الشهيد فراس العجلوني.
واضاف: ان رقابة امانة عمان تراخت كثيرا عن ازالة او الحد من هذه البسطات، وباتوا يضعون بسطاتهم وعرباتهم عنوة امام المحلات، وفي حال احتج صاحب المحل او العاملين فيه فانهم يتعرضون للتهديد والوعيد من قبل مافيات البسطات، على حد وصفه.
وبين ان المبيعات انخفضت اقل من 50% لتأتي البسطات لتزيد هذه النسبة، مطالبا بتنظيمها او ازالتها، منوها ان عددها يبلغ اكثر من 200 بسطة في جبل الحسين عدا عن البسطات المنتشرة وسط البلد وصويلح وجبل الحسين واللويبدة والهاشمي ومخيم الوحدات، داعيا الدولة الى ايجاد حلول سريعة لانقاذهم من الخسائر حتى لا يضطروا لاغلاق محالهم وترك الاسواق للبسطات.

وقال مراقب أمانة رفض ذكر اسمه: «أتهم الصحافة ومصوري مواقع التواصل الاجتماعي بالانحياز لاصحاب البسطات ضد اصحاب المحلات، حيث يظهرونهم أمام الناس بمظهر الضحية مع ان اوضاعهم المالية والاجتماعية ممتازة فمنهم موظفون وتجار حتى أن أغلبهم يمتلك العديد من البسطات في اماكن مختلفة من العاصمة».
واضاف: ان الامانة توقفت عن ازالة هذه البسطات لاسباب أبرزها انسانية ومنها الاحراج امام وسائل الاعلام، فيما واقع الحال يشير لفوضى واغلاق الممرات بالكامل في جبل الحسين ووسط البلد أمام المشاة والمطاعم وغيرها.
واوضح ان امور الازالة والتنظيم انتقلت من الامانة الى الحكام الاداريين حاليا كون ملف البسطات أصبح شائكا بين الانسانية وجشع أصحاب البسطات، فمنهم من يعتبر ان أصحاب البسطات مجرد «غلابا» يريدون ان يؤمنوا لقمة عيش اولادهم ومنهم من ينادي بضرورة ردعهم بالقانون حماية للمواطنين واصحاب المحال المرخصة التي تدفع الضرائب والاجور، وما بين الانسانية والجشع ضاعت حقوق أصحاب المحلات.