عبر في الهجرة النبويه قراءة في فكر جلالة الملك

10 أغسطس 2021
عبر في الهجرة النبويه قراءة في فكر جلالة الملك

وطنا اليوم _ المحامي د.مهند صالح الطراونة

إن من أهم العبر الساطعه التي تبرز عظمة النظام الإسلامي وتبرز عظمات شخصية الرسول صل الله عليه وسلم في هجرته هي الدولة المدنية التي تم دسترتها في وثيقة العهد المنورة (دستور المدينة المنورة) تلك الوثيقة التي رسخت مفاهيم الوسطية والاعتدال في النظام الاسلامي المعتدل عندما أسس دولة الإسلام في المدينة المنورة.

الدولة المدنية و وثيقة العهد

هذه لوثيقة التي أسست لنا مفاهيم المواطنة الحقيقية حيث المواطنون الذين تختلف عقائدهم وتستوي حقوقهم وواجباتهم ، وبنت قواعد الدولة المدنية التي تدعو لقبول الآخر وإلى نظام مدني من علاقات التي السلام والتسامح والمساواة في الحقوق والواجبات .

عمق الفكر الهاشمي المستنير

ومن حسن الطالع الإشارة هنا إلى عمق الفكر العربي الهاشمي المستنير الذي تبناه وقدمه سيدي صاحب الجلالة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عندما تحدث عن ماهية الدولة المدنية كأحد العبر المستوحاه من الهجرة النبويه الشريفة والذي فرق بينها الدولة المدنية وبين علمانية الدولة ، حيث وصف جلالته أن الدين في الدولة المدنية عامل أساسي في بناء منظومة الأخلاق والقيم المجتمعية، وأن الدين جزء لا يتجزأ من دستورنا. ولا يمكن أن يوظف لمصالح فئوية خاصة أو سياسية .

هذا ولا يخلو خطاب سيدي صاحب الجلالة من ذكر الكثير من الاسقاطات التاريخية في سيرة الرسول صل الله عليه وسلم، ولقد ورد في أوراقه الملكية الإشارة إلى صحيفة المدينة في هجرته إلى المدينة المنورة وكيف أطرت هذه الوثيقة إطار العلاقة العلاقة بين جميع الطوائف والجماعات فيها، ومنها المسلمون واليهود والمهاجرون والأنصار .

وونقتبس أيضا من حديث صاحب الجلالة حول إعتبار أن الكثيرين إعتبروا الدولة المدنية إنجازا هاما للدولة الإسلامية ومعلما رئيسيا في تاريخها السياسي ، سيما وأن هذه الوثيقة اعتمدت مبدأ المواطنة الكاملة، و ساوت بين المسلمين وغير المسلمين من حيث الحقوق والواجبات في المقابل حماية الدولة لهم مقابل دفاعهم عنها ،
ولم يغفل جلالته أيضا عن وصف وثيقة العهد والدولة المدنية التي أسست على أساس التعايش السلمي والأمن المجتمعي بين جميع أفراد المدينة، والمساواة بينهم جميعا فيما يتعلق بمبدأ المواطنة الكاملة من حيث المشاركة الفاعلة في مجالات الحياة المتعددة، واحترام وحماية حرية الاعتقاد وممارسته، والتكافل الاجتماعي بين فصائل الشعب، وحماية أهل الذمة والأقليات غير المسلمة، والنصح والبر بين المسلمين وأهل الكتاب، وغيرها.

خلاصة القول
ونختم حديثنا أن لنا في رسول الله صل الله عليه قدوة حسنة في الوسطية والاعتدال وإطاعة ولاة الأمر والإيمان بالآخر وقبوله ، ولنا في سيرة بني هاشم الأطهار أحفاد سيد الخلق صل الله عليه وسلم خير أنموذجا حيا عصريا لترسيخ معاني الدولة المدنية و التسامح والسلام والمحبة والإخاء ، ولنا مثالا حيا واقعيا على ذلك كله في مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده المحبوب وكافة أفراد الأسرة الهاشمية تجاه كل اردني وكل عربي وكل مسلم وغير مسلم .

Tarawneh.mohannad@yahoo.com