وطنا اليوم _ الاء الصمادي
شخصاً لا يعرف للمستحيل طريقاً، هنا وبهذه المعركة في الحياة، قوياً شامخاً متفوقاً ع ذاته، رغم كل شيء، صامداً أمام جميع الظروف، هو أقوى من أن تُثنيه الصعاب، يسير واثق الخُطى لأجتياز هذا الجسر وصولاً إلى هدفة الذي يُؤمن به، حتى لو كان مستحيلاً، فالعجز لا يعرف لهُ طريقاً.
لم يمنعهُ أختلافةُ الجسدي من تحقيق أحلامه، حتى وإن فاقت عنان السماء، فهو يعشق التحديات.
أطلق أنفاسهُ الاولى في ٢٨/١٢/١٩٩٦ في الزرقاء، عود العائلة،ولادته وضعت أسرتة في تحدي كبير، اسرة تستقبل مولودها الاول، والأطباء يُفاجئونهم أن الطفل يُعاني من شلل دماغي؛ نتيجة نقص الأكسجين،وهذا المرض ليس له عِلاج، الاسرة لا تدري ماذا سيحدث معها،والصعاب التي ستواجُهها؟،لا شك أن الطريق صعب، لكن المُعتصم بالله أثبت أنه أقوى من كل تلكَ الصُعوبات.
عاش المعتصم بالله في أسرة واعية بمجتمع لا يعرف التعامل مع الإعاقة،ولا يتقبلها”متخلف”،وفي سن الخمس سنوات ،بحثت العائلة عن مدرسة في الزرقاء تستقبل هذا الطفل ولم يجدوا، لكن والدية لم يستسلموا، وبعد عناء وجدوا مدرسة في العاصمة عمان، وهنا كان دور الأب الذي كان يوصلة إلى المدرسة،وتابع المعتصم “كنت أنظر إلى والدي وأقول ما هذة الإرادة التي تجعلة يقطع هذة المسافة ليُعلم ابنه”، وأستمر هذا الحال إحدى عشر عاماً، ووصف هذة المرحلة انها “مليئة بالتنمر المجتمعي”.
بعد أنها الصف العاشر كان أمام خيارين إما أن يبحث عن مدرسة آخرى ويَدرُس مع الطلاب الاصحاء او يجلس بالمنزل،كان الدمج مع الطلاب الاصحاء كابوساً لمعتصم، لكن لا وجود لليأس في قاموس حياتهُ، وهنا بدأت المواجهة في البحث عن مدرسة يلتحق بها،ووجد مدرسة خاصة لكن بشرط أن يدفع لهم ضعف القسط الأصلي،وتابع المعتصم ان هذة المرحلة مليئة بالسعادة،كون فيها العديد من الصداقات،وفي صف الثاني عشر حصل على منحة دراسية في مدارس جامعة الزرقاء،حيث كانت المدرسة قريبة من منزلة،ويذهب إلى المدرسة ويعود بمفردة على كرسية الكهربائي.
رغم الصعوبات التي عانها المعتصم بالله في آلية تقديم الامتحانات الوزارية،نظراً لما يُعانية من صعوبة في النطق، بالإضافة إلى انه لا يستطيع الكتابة بالقلم الا بالنقر على الجهاز اللوحي عن طريق الأنف،أستطاع أن يُثبت نفسة واجتاز هذة المرحلة بمعدل سبعون بالمئة،وهو الناجح الوحيد من أصل خمسة وثلاثون طالب، وحصل ع منحة دراسية بتخصص هندسة البرمجيات في جامعة الزرقاء ،كانت الكلية مهتمة به لدرجة كبيرة،في السنة الاولى كتب أول كتاب بالعالم يُكتب عن طريق النقر بالأنف على جهاز لوحي بعنوان”نظرات ثاقبة” ،وفي السنة الثانية كتب رواية”عاشقة صاحب الكرسي”التي كتبها بواسطة ربع مليون نقرة أنف، وأسس مبادرة بعنوان”نحن طاقة لا إعاقة” ،وبعد تخرجه فتح شركة “green media” للتسويق الالكتروني،وهي الان من أفضل خمسة شركات بالاردن، وأضاف انه من جديد نشر كتابة الثالث بعنوان”لو كنت مكاني”
“طالما حلمتُ أن أكون مثل أقراني في هذا العالم القاسي، ولكن الأمر صعباً بعض الشيء لعدم تقبل الناس اختلافي عنهم، فوجدت مبدأ وقررت أن أسير عليه ولا أبالي، كان مبدئي أن أختلافي هو سر تميزي عنكم.
لكم أقدام تَسيرون عليها، أما انا فقد استبدلتها بإقدامٍ يُزيدني إبداعاً وتَميزاً.
عملتني الحياة أن لا شيء مستحيل،عملتني أن أكون رجُلاً يتحمل كل ما يُصيبة أمام الصعاب، رغم الظروف، فما بعد الألم إلا الأمل” هذة ليست كأي عِبارة كُتِبت، إنها جزء من كتاب طُبعَ بالكامل بواسطة الأنف !