طُزُ أُسامة

10 يونيو 2021
طُزُ أُسامة

راتب حسن أبو زيد

لم أرى في حياتي طزاً كانَ لهُ أهمية كبرى مثل طُز أسامة ، عشتُ وأنا أسمعُ كلمة طزٍ في الردهاتِ والمجالسِ ، وفِي الهوشاتِ وقعداتِ الأنسِ والروقان ،، كانت طز تمرُ مر السحابِ ، لم نلقِ لها بال ، لم أكُن أدرك أن لهذا الطز شأنٌ عظيم ، يُحركُ العشائرَ والجيوش ، يهتزُ لها مُمثلي الشعب ، والراقصات على المسارح ،، يهبُّ لها الكُتابُ وما مًلكت الصحافةُ من أيمانِها..
لن أُطيل الحديث ، ولكني أتساءَلُ دون رغبةٍ في جواب ، هل سيكون طُز أسامة تاريخاً لتقويمٍ جديد ، كيوم الثلجة ويوم الهزة ويوم الهية ؟،، هل سيغدو طُز أسامة مثلاً يستعملُ من أجيال قادمة ؟، هل سيكون طُز أسامة عنواناً لدراسةٍ وبحثٍ جامعي أو رسالة دكتوراه ؟، فلعلَ الباحثُ في طُزِ أسامة سيجدُ أن العبرةَ ليست في تكوين حَرفيها ، ولا في المكانِ الذي قيلت فيه ، إنما العبرةُ بالقائلِ وبمن يكون ، فكثيرٌ من الطزوز قيلت في نفسِ المكان ، بَل بعباراتٍ أشدُ وأقوى ، فذاك رئيسُ الهيئة المستقلة يُحقرُ مجلسَ النوابِ بأكملهِ ، وهيَ جريمةٌ بموجبِ القانون ، عبارة (هضول) لإعضاءِ مجلسِ الأمةِ أشدُ أثراً وأعظمُ تحقيراً ، هذهِ الحادثةُ ستمضي كما تمضي طزوزنا ، سيتدخلُ الأقوياءُ لأن القائل (رئيس الهيئة المستقلة) جاء من ضلع مكين ، لهذا فأنا على يقين أن طُز أسامة ليس ككل الطزوز ،، فقد فتحَ المواجع ، وألقى الضوءَ على ظلماتٍ نعيش ،، طُز أسامة لن يكونَ عابراً ، ولا حادثاً مضى ،، فقد دخلَ هذا الطُزُ تاريخنا ، وسيعيشُ حاضِرنا ، كما الآلام التي نسمعُها هنا وهناك ، الغائبةُ عن صاحبِ الأمرِ والقرار ..