بقلم ماجد ابو رمان
الأسرار التي تمرّ أمامك ليست تذكارًا لتفاخر به بعد التقاعد، ولا غنيمة حرب لتساوم بها، بل ملك للدولة وحدها.
لكن عندنا، كثير من المسؤولين يغادرون المناصب وهم يظنون أن الدولة دفتر مذكّراتهم الخاص: يحكون كل اجتماع في الأعراس والمقاهي، يستعرضون مواعيد الوزراء، ويضيفون تعليقاتهم الشخصية وكأن الوطن ملكهم. يبيعون الأسرار كلامًا،على برامج أنا شخصياً أعتقد أنها أدوات لمحطات إستخبارية خارجية والحاقدين يلتقطونها ويستفيدون، فيتضاعف الضرر والشكوك.
هذا ليس مجرد خيانة أمانة، هذا إساءة للوطن، ويجب أن يُحاسب أمام القضاء، لأنه يثير الحاقدين ويعطي المتربصين مادة جاهزة للنيل من الدولة.و أجهزتها.
وعلى النقيض، قديمآ كان هناك رجال مثل زيد الرفاعي، الذي حمل أسرار الدولة طوال حياته ولم يبح بها يومًا، لأنه كان أمينًا على الوطن. مات وهو رجل الدولة بحق، تاركًا خلفه مثالًا للنزاهة والشرف في خدمة الوطن.
المسؤول الشريف يغادر صامتًا، تاركًا خلفه سيرة نظيفة. أما من ظن أن الأسرار ملكه، فالتاريخ سيخلّده كصاحب فضيحة… لا كصاحب سر.