وطنا اليوم:قتل 79 شخصاً، غالبيتهم مهاجرون عائدون من إيران مساء أمس الثلاثاء، في اصطدام حافلة بشاحنة ودراجة نارية، في أحد أخطر الحوادث المرورية في السنوات الأخيرة في أفغانستان.
ووقعت الحادثة ليل الثلاثاء في منطقة غوزارا بولاية هرات، عندما اصطدمت حافلة ركاب بدراجة نارية ثم بشاحنة محملة محروقات مما تسبب في انفجار هائل، بحسب ما أفاد به مسؤولون وشهود عيان.
وقال مسؤولون اليوم الأربعاء إن الحصيلة بلغت 78 قتيلاً، مع وفاة مصابين متأثرين بإصابتهم.
وجاء في بيان صادر عن إدارة الإعلام في الولاية، نقلاً عن ممثلين عن المستشفى العسكري الذي استقبل الضحايا، “توفي اثنان من المصابين في حادثة الليلة الماضية متأثرين بجروح بالغة، مما رفع عدد الضحايا إلى 78”.
وأوضح المتحدث باسم الجيش مجيب الله أنصار أن بين الضحايا 17 طفلاً، في حين رجح مصدر في شرطة الولاية أن يكون عددهم 19.
وقال محمد جانان مقدس، كبير الأطباء في المستشفى العسكري، إنه “لم يجر التعرف على هوية أصحاب” كثير من الجثث.
وقال الشاهد أكبر توكلي (34 سنة) “كان هناك كثير من النيران، كثير من الصراخ، لكننا لم نستطع الاقتراب حتى لمسافة 50 متراً لإنقاذ أي شخص”، وأضاف “جرى إنقاذ ثلاثة أشخاص فقط من الحافلة، كانوا يحترقون”.
وبحسب الشرطة، فإن الحادثة ناجمة عن “السرعة الزائدة والإهمال” من جانب سائق الحافلة التي خرجت عن الطريق الرئيس، واصطدمت “بعنف” أولاً بدراجة نارية ثم بشاحنة.
وقالت شرطة إقليم غوزارا خارج مدينة هرات حيث وقعت الحادثة ليل الثلاثاء، إن الحادثة أدت إلى اندلاع حريق.
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الموجود في الموقع فرق الإنقاذ، وهي تزيل هيكل الحافلة المحترق وحطام مركبة أخرى ملتوية على جانب الطريق.
وقال شاهد عيان آخر، عبدالله (25 سنة)، “شعرت بحزن شديد لأن معظم ركاب الحافلة كانوا من الأطفال والنساء”.
وكانت الحافلة تقل أفغاناً عادوا في الفترة الأخيرة من إيران للعاصمة كابول، على ما أوضح المتحدث باسم حاكم المنطقة محمد يوسف سعيدي أمس الثلاثاء.
ودعت الحكومة المركزية بقيادة حركة “طالبان” إلى فتح تحقيق في الحادثة، وقالت الحكومة في بيان “ببالغ الحزن ننعى فقدان عدد من الأرواح الأفغانية والإصابات التي نجمت عن حادثة اصطدام مأسوية، وحرائق تلت ذلك في ولاية هرات الليلة الماضية”.
ومنذ مطلع العام، عاد 1.5 مليون شخص في الأقل إلى أفغانستان من إيران وباكستان اللتين استضافتا لفترة طويلة ملايين الأفغان الفارين من الحرب والأزمات الإنسانية المستمرة منذ عقود، بحسب وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وأشارت وكالة “باختر” الحكومية إلى أن حادثة الثلاثاء تعد من أكثر الحوادث حصداً للأرواح في البلاد، خلال السنوات الأخيرة.
وأتت هذه الحادثة في ظل حملة ترحيل واسعة النطاق تنفذها طهران وتشمل نحو 4 ملايين أفغاني لا يحملون وثائق قانونية، طلب منهم العودة لبلادهم قبل مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل.
والحوادث المرورية شائعة في أفغانستان، ويعود ذلك جزئياً لحالة الطرق السيئة والقيادة المتهورة وغياب الضوابط.
في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أسفرت حادثتا حافلتين مع صهريج وشاحنة على طريق سريع يمر عبر وسط البلاد عن مقتل ما لا يقل عن 52 شخصاً.
في مارس (آذار) 2024، قتل أكثر من 20 شخصاً وأصيب 38 آخرون عندما اصطدمت حافلة بصهريج وقود واشتعلت فيها النيران في ولاية هلمند الجنوبية.
وقتل 31 شخصاً في ديسمبر 2022 في ممر سالانغ في سلسلة جبال هندو كوش جراء انقلاب شاحنة صهريج، مما تسبب في اندلاع حريق في مركبات أخرى.
79 قتيلا في حادثة حافلة مهاجرين أفغان عائدين من إيران
