ثكلتكم أمهاتكم يا نواب الأمة

29 ديسمبر 2021
ثكلتكم أمهاتكم يا نواب الأمة

الدكتور أحمد الشناق

ثكلتكم أمهاتكم يا نواب الأمة
لقد جرحتم الوطن بمشهد حلبة مصارعتكم !
ماذا دهاكم تحت قبة مصدر السلطات؟ وأين عقلكم السياسي لتذكركم الأجيال بمشروع الوطن الكبير ؟ ليقوى الوطن وتبقى الروح فيه حية شامخة . .بين أيديكم عقد الوطن الإجتماعي بسمو دستوره وعلوه، واستبدلتم الأيدي عن حوار العقول بوصمة عار ستطارد مجلسكم، بخدلانكم لحظة تحول تاريخية لمستقبل الأردن السياسي، ليصوغ دولته الوطنية الديمقراطية الحديثة بإرادة وطنية .
أيتها الدولة العتيه، أين روافعك الوطنية وادوات التحكم بها في خدمة المصالح الوطنية؟ وكيف غابت بعقلها السياسي لمشهد الفشل والإفشال بمشروع ملكي إصلاحي بمئوية الدولة الثانية ؟
رئاسة البرلمان ومكتبه الدائم، ولجنة البرلمان القانونية المحترمين، ما هذا الإستعجال؟ وما هذا النزق السياسي الغير مبرر ؟ ليكون على حساب التوافق وعبر الحوار ! إنه الدستور يا ساده ، ومن حق جميع النواب إبداء وجهات نظرهم بأريحية الأداء، ولماذا ثلثي المجلس مطلوب لتعديل الدستور، وبالمناداة، ألا يعني سمو الدستور وعلوه على كل قانون وتشريع، والذهاب للتصويت تحت القبة بعد التوافق بمطابخ البرلمان ؟ فاين العقل السياسي والحكمة السياسية والخبرة البرلمانية ؟ ونتساءل، هل تم الحوار مع الكتل النيابية والمستقلين بعيداً عن أضواء الشكلية والديكورية الاعلامية ؟ وصولاً لتفاهمات، وتحترم كل وجهات النظر دون فرض وجهة نظر شخصية أو أحادية ؟
أيتها الدولة بروافعك في الوطن، هل روافعك تعمل فعلاً نحو إنجاح نقلة نوعية لحياة سياسية وحزبية وبرلمانية وصولاً لحكومات حزبية برلمانية بشرعية دستورية ؟ وهل تعمل كل الروافع بفاعلية وطنية مع المجتمع الأردني كمشروع نهضوي شعبوي تجديدي؟ أم لا زالت لقاءات نخبوية على قاعدة الشوووو مع منظمات فندقية ؟
وهل وضعت الحكومة خطتها التنفيذية بآليات الوصول إلى الشعب في كافة محافظاته ومناطق تواجده ؟ أم هي حكومة متفرجة متحصنة ببرجها العاجي؟ وبرستيج على الشعب بمواكب سياراتها ومشاهد صلحات المناسف والطبيخ باللحوم الشهية .
ثكلتكم امهاتكم جميعاً وبلا خطية، لقد خذلتم ملكاً وشعباً ودولة أردنية، لا زلنا نفئ إليها بأمل إستعادة الثقة ليلوذ الأردنيين بظلالها الوارفة ولكل ابناءها، وهي مشروع الأردنيين التاريخي منافحة عنها بالدم الزكي والتضحيات والتطوير والتحديث بالعقل والخلق والتحدي، لتبقى دولة شامخة قوية بإرادة الأردنيين والنابعة من ذاتهم الوطنية.
ثكلتكم أمهاتكم بإضاعتكم فرصة التاريخ، لتذكركم الأجيال بإكبار ، كآباء مشرعين مؤسسين لدولتهم الثانية.
وانتي أيتها الحكومة ستذهبين بأذيال الخيبة والفشل، وبهذا الوهن، راحلة غير مأسوف عليكي في ذاكرة الأجيال، والتقاطك لحظة التاريخ الذي يخلد رجاله.
حكومة وبرلمان، مشهد بائس وحزين، في مملكة عظيمة لا تقبل الإختزال والتقزيم، ولن يفشل بإذن اللّٰه، بإرادة ملك وعزيمة شعب، مشروع الوطن الكبير