أين الحقيقة .. إثيوبيا تعلن نجاح عملية الملء الثاني ومصر تؤكد فشلها

20 يوليو 2021
أين الحقيقة .. إثيوبيا تعلن نجاح عملية الملء الثاني ومصر تؤكد فشلها

وطنا اليوم:في الوقت الذي أعلنت فيه إثيوبيا نجاح عملية الملء الثاني، وأقامت الأفراح والليالي الملاح، أكد خبراء مصريون أن عملية الملء الثاني فشلت فشلا ذريعا.
ما بين هؤلاء وهؤلاء، بات السؤال المطروح الآن: أين الحقيقة؟ وماذا عسى أن يكون الرد المصري على المنطق الإثيوبي القائم على التحدي والغطرسة ومحاولة فرض الإرادة؟
محمد نصر علام وزير الري الأسبق قال إن هدف إثيوبيا من الملء الثاني رفع المخزون المائي من 4 ونصف أو 5 مليارات متر مكعب إلى 18 ونصف مليار.
وأضاف في تصريحات إعلامية أنه جاء على لسان رئيس الجهاز الهندسي
في الجيش الإثيوبي أن لإثيوبيا هدفين من الملء الثاني: الأول أن كل التربينات تعمل.
والثاني أن كميات المياه تكون كبيرة بحيث يكون تدمير السد من الصعوبة بمكان، وإلا سيكون السودان عرضة للغرق.
وقال إن كلا الهدفين لم يتحقق، مشيرا إلى أن حجم المخزّن حاليا هو 7 ونصف مليار بدلا من 18 ونصف مليار.
وقال إن هدف الملء الأول كان فرض الأمر الواقع وليس توليد الكهرباء وتشغيل التوربينات.
رسائل إلى الداخل
في السياق نفسه قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والخبير في الشئون الإفريقية، هانئ رسلان، إن أديس أبابا بإعلانها الملء الثاني توجه رسائل إلى الداخل الإثيوبي، مشيرا إلى
أن إثيوبيا فشلت فشلا ذريعا في استكمال الملء الثاني، حيث لم يذكر وزير الري الإثيوبي الكمية التي تم تخزينها، والتي هي بإجمالي 7 مليارات متر مكعب تقريبا للملأين الأول والثاني معاً، في حين أن المخطط كان 18.5 مليارا، وذلك بسبب الفشل في استكمال أعمال التعلية في الممر الأوسط.
وأضاف رسلان في تصريحات إعلامية أن وزير الري الإثيوبي لم يستطع أن يعلن للداخل أن بلاده فشلت في استكمال التعلية والملء المخطط له، في حين أنه ذكر في رسالة رسمية موجهة إلى مصر والسودان أن الملء الثاني سيكون بحجم 13.5 مليار متر مكعب، وأن الإجمالي سيصل خلف السد إلى 18.5 مليار متر مكعب، مؤكداً أن وزير الري الإثيوبي يعرف أن هذا الأمر مستحيل وكذب عن عمد.
ويرى أن هناك فقدانا كاملا لمصداقية الطرف الإثيوبي وأنه يستخدم السد كأداة في السياسة الداخلية التي تعاني انهيارات مريعة بسبب ما يجري من حروب ومذابح.
وأشار رسلان إلى أنه كان من المفترض أن يعمل التوربينين أسفل السد منذ أن تم الملء الأول، والذي كان مستهدفاً أن يصل إلى 4.9 مليار متر مكعب، إلا أنه الملء لم يصل إلى هذا الحجم، لأن إثيوبيا فشلت أيضا في إتمام التعلية المطلوبة، إذ كان من المفترض أن يصل ارتفاع السد إلى 565 متراً فوق سطح البحر، بينما وصل فقط إلى 560، وبالتالي لم يعمل التروبينان أسفل السد.
وتابع رسلان : “وزير الرى الاثيوبى أعلن أنه لدينا الآن بضعة أشهر لأن تلك التوربينات غير جاهزة، ومن المرجح أن تستمر إلى العام القادم، مؤكداً أن هذا الإعلان الإثيوبي عن الملء الثاني هو لاجتذاب شرعية داخلية للتغطية على الأزمات الداخلية”.
ولفت إلى أن الخرطوم تقوم بخطوات كثيرة لمحاولة تقليل الأخطار الناجمة عن هذا الملء الأحادي، وتؤكد أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو الحوار، فيما ترى القاهرة أن كل الخيارات مطروحة وتعتبرها أزمة وجودية.
أين الحقيقة؟
من جهته تساءل الفقيه الدستوري نور فرحات: هل قيام إثيوبيا بالملء الثاني للسد نجاح أم فشل؟
وأجاب: اختلف المعلقون والمحللون ، وتدخلت الانتماءات والولاءات السياسية في تبني الآراء.
وأضاف فرحات أننا لسنا أمام قضية رأي بل أمام قضية واقع وموقف، مشيرا إلى أن وزير الري المصري سبق أن حذر علنا من الآثار الكارثية للملء الثاني، وكذلك فعل وتوعد وزير الخارجية.
وخلص إلى أنه مطلوب من ممثلي الحكومة المصرية أن يعلنوا بيانهم للرأي العام، مشفوعا بالحقائق والإحداثيات التي ترصدها أقمارنا الصناعية واستشعاراتها عن بعد عما حدث في الملء الثاني؟ وما هي آثاره علينا؟
إن كنا نقيم وزنا للرأي العام ونطلب منه أن يتجاوب معنا في التوقف عن (الهري).
وعن موقف البرلمان، قال فرحات ساخرا: إن مجلس النواب، لا تثريب عليه ، فهذا ليس من مهامه، ولن نحمله ما لا طاقة له به، خصوصا بعدما أرهقته مناقشة قانون فصل الموظفين.