شذراتٌ من بعض
همسات أنفاسي
زائرة انا على سماء الدنيا
عابرة على أرض مقفرة
ألوك اوجاعًا تحت اضراسِي
أقف على ضفاف المستحيل
أرتدي ملامح جلاسي
رصيدي بعض من صور
تبحر بذاكرتي
تنزف محبرتي أنينًا
على سطور قرطاسِي
إيهٍ إيهٍ يا نفسي
هي الغاز اكتبها
ولستُ عنها براضٍ
كلما وددتُ أن أُبحر
ولبحري أكون غطاسي
تدق نواقيس أشرعتي
تُلَوِّح بالصمت أجراسي
تبلور الضباب في ألأحداق
أنسكب الليل جراحات
وألج العيون مُثقلا
بين أهداب أغلاسي
ولم يبقى مِن أثر العابرين
سوى أشباح خِلاسي
يا نفسي لوذي بمهربة
أو أمتطي جناحي جرناسِ
أو جودي عليَّ بمكرمة
واويني عن أعيُن الناسِ
ما عدت أطيق البوح
ولا تلون أجناسي
والضمير الغائب أنتَ
وأنا سجينة أقواسي
زمهرير الليل يقتلني
ويرمي عليَّ بأقواسِ
كم كنتُ مغبونة سيدي !
حين رميتُ الضد بالضد
وساويتُ معاشي بلباسِ
ساورتُ شك بيقين
وأوقدتُ نيران خناسي
ما كنتُ أعلم سيدي ؟!
بأن الجد باللعب
وبأن الضحك مهزلة
والحزن صومعة الأقداسي
وما كنتُ أعلم سيدي ؟!
بأن الحب مقصلة
يُساق إليها ذو بأس
لا سيفٌ ولا رمحٌ يسعفه
ولا نِبالٌ ومتراسِ
و أن الكره سنا ضوء
يتراقص عليه القداسي
ما كنتُ أعلم
بأن النور مِن نارٍ
لا تحرق إلا الحراسِ
وبأن العمر مرهون
وراء إكذوبة
هذا الوقت سيمضي
فإلى أين يا ربيع العمر ؟
تسير دون بوصلة
و غصنك المكلوم
ينزف فوق أرماسِ
وشتاؤك القارص
ينام بغمد سحابة صيف
متلعة رياحها
مكفهرة الشَّماس
تَنَسَّمَت الريح عند الأصيل
فَوَجَدَتْ فيه بعض منك
والمربد يُسائِل نسائمه
أنى له أن يسامر البدر
ونصفه الأخر لم يحضر بعد
يا نجم الصبح اسْتَحْلَسَت السحب
أم تراك يا نجم مجاور أحلاسِ
أم ألفت الغِيَاب دون الغِيَّاب
وهجرت يا نجم الصبح دَيْمَاسِ
مكبلٌ أنا بعهن الأحلام
قيد يدي العاجي يؤلمني
يخنقني طوق عنقي المآسي
وشوق روحي لعينيك عطشى
وجوع قلبي لوصلك نَسْنَاسُ
فما الحياة سيدي !!!
أنت لستَ فيها
إلا كما موت يُقاسٌ
هذا الوقت سيمضي
عام بعد عام
ومقبرة الروح تستعصي
على دفائنها الغميسة
وعوز القلب مقبرة
تلتهم أشطار أشطار أنفاسي .