الكاتب الدكتور حمزة الشيخ حسين ..
بدأ واضحا وجلياً للعيان إن الأرتفاع المتكرر للسلع الأساسية في الأردن بات خطرا داهما يحدق بالشعب الأردني من حيث عدم قدرة المواطن على تلبية متطلبات حياته اليومية من تأمين قوت يومه ، وتأمين المسكن له بعد أرتفاع طال جميع المواد الأنشائية المستوردة من الخارج ، وأخيرا الأرتفاع الكبير لمادة الأسمنت المصنعة في الداخل من جبال الأسمنت المتواجده جغرافيا في الأردن والتي تعتبر سلعة أساسية كالخبز في حياة المواطن اليومية، والحكومة لا تتدخل في حماية الشعب من تغول أصحاب الكسب السريع على حساب جيبة المواطن الفقير .
لا يعلم اليوم المواطن الأردني لمن يشكو لحمايته من هذا الأرتفاع الكبير في الأسعار فتارة تكون حجة التجار أن هناك أرتفاع في أسعار الشحن الدولي ، والمستورد الأردني لا علاقة له بهذا الأرتفاع …فيرى المواطن أن هناك أرتفاع أيضا في السلعة المصنعة كاملا في الأردن وأيضا يطالها أرتفاعا كبير في السعر ، والمواطن هنا يقف على مفترق طرق فكلا الطرق السالكة أمامه تودي به إلى الفقر المدقع والحرمان من تحقيق حلمه في بناء بيت له يأويه من حر الصيف وبرد الشتاء .
أسئلة كثيرة تراود المواطن الأردني البسيط وهي أين وزارة الصناعة والتجارة ورقابتها على كسر الأحتكار ، وفك الحلقة التي تحيط على رقبة الشعب حال أتفاق أصحاب عدة مصانع ضمنيا لرفع السعر عيانا جهارا أمام مختلف وسائل الإعلام المرئية والسمعية والمكتوبة ومخالفتها لقانون المنافسة المحلية !!؟؟
أين الحكومة وأصدار أمر دفاع جديد يحمي الشعب من تغول أصحاب المصانع والشركات على جيبة المواطن إذا علمنا أن هناك دول كبرى تجاورنا لم يحدث لشعوبها ما يحدث لشعب الأردن من هذا الأرتفاع المذهل في الأسعار !؟
لماذا فقط الإعلام الخاص والعام في الأردن يركز على الناحية السياسية من تدفق معلومات لا حصر لها في الواقع العالمي والأقليمي ويقوم بتحليلها وبثها لنا ،ويترك أهم ناحية للشعب وهي تأمين قوت المواطن ، وحمايته إعلاميا على الأقل من هذا التغول المتفق عليه ضمنيا من تجار كبار يرفعون السعر متى شاءوا سويا وأمام الإعلام الخاص ، والإعلام العام الأردني .
لا يهمنا معرفة الكم الهائل من معلومات سياسية دولية ، ولا نريد أن يتدخل إعلامنا في السياسة الدولية ،فنحن دولة صغيرة في هذا العالم الكبير …نريد أن يكون الإعلام موجه فقط نحو الأقتصاد الأردني وتسليط الضوء يوميا عليه ،وكيفية الطرق المصدر المثلى لحماية الشعب من هذا الأرتفاع في الأسعار الذي طال كل شئ ولم يبقى للشعب أمل في حياة أمنة مستقرة .