بسام الياسين
(سيدي محمد ضيف:ـ ما من احدٍ غيرك، حررنا من عقدة “كيان الشر” سبعة عقود، ونحن نجتر شوك خوفنا كالبعران التائهة واذا بك تطوي بيديك بيت العنكيوت، كأنه ما كان، وتكتب بصواريخك المقدسة، فلسطين عربية، مرسومة على خارطة الله على المقلب الاخر:ـ “اسرائيل ستنتهي لا محالة لانها ضد الله” هذا ما قاله قبل ابام الحاخام، دايفيد وايس رئبس حركة ناطوري، وليس انا او اي عربي).
تخليد القائد لا يكون برفع تمثاله، ولا بقصائد مدحٍ تُكال له تلك خدعة لم تعد صالحة، في عصر تكنولوجيا رقمية، احترفت فضح الاسرار، وكشف دهاليز السياسة بالاقمار من السماء السابعة لم يعد هناك مكان لتدليس او تهليس او تزييف، فاطفال الكمبيوتر، يعرفون الاخبار قبل وزراء الاعلام القائد العظيم تخلده بطولاته، وتقدمه للعامة انجازاته، كرفع التنمية، تقليص البطالة، بسط العدالة، تكافؤ الفرص، اطلاق الحريات، تطبيق الديمقراطية، الانتصار للقضايا القومية تلكم مداميك رفع اسم الزعيم ما غيرها قبض ريح وفقاقيع هواء.
مأساة الوطن العربي ان القهر ينخر العظام، وفساد النخبة ينخر مؤسسات الدولة، ناهيك عن قوانين بالية تعود للفرون الوسطى ، ما زالت تُلقي بظلالها على حركة التطور، رغم الادعاء بالغائها ،فيما النزاعات البينية الدموية بين ”الاعراب”، تقطع خيوط الاخوة وحبل الدين المتين، في حين يهرول القادة، للتطبيع مع اعداء الامة ويصبوا المليارات في خزائنها.
سياسات عقيمة وشعوب حبيسة الجوع والقهر والخوف ، تعيش في سجون مفتوحة، تسمى اوطاناً عربية. فكلمة تلقي بك للتهلكة وتغريدة تجرجرك للسجن لهذا تجد الغالبية العظمى من شباب العرب تفكر بالهرب، هرباً من كابوس الانظمة ،للبحث عن اوطان آمنه .فالشباب يعلمون علم يقين ، مدى بؤس الواقع العربي، فالكل ينهر المواطن ويستقوي عليه من النخبة المتخمة للمراسل والسبب بيئة موبوءة ومناخات موطؤة و امراض اجتماعية مزمنة تتفاقم ليلة بعد ليلة.
المسلخ العربي يشيب لهوله الولدان، وتُسقط اجنة الحوامل ،اما السجون ، فتقشعر لها الابدان سجون سرية، وفروع مخابرات منتشرة كالسرطان في سراديب ارضبة/ واقبية تعذيب معزولة لا يدخلها خيط ضوء او نسمة هواء، عصية على الكلاب المدربة ما دفع الامريكان للاستعانة بخبرات العرب في ادارة السجون وفنون التعذيب، حتى صارت السجون العربية، اشهر من جامعاتها، واحدث من مدارسها الآيلة للسقوط.
مَنْ يتابع الافلام الوثائقية، يصاب بصدمة مروعة: صعقات كهربائية، تعذيب نفسي باشراف ساديين لا يعرفون الرحمة باتت اسماءهم الرباعية معروفة كمجرمين هؤلاء يبلغون ذروة المتعة كلما سقط سجين ، او خرَّ معتقل قلوبهم كالحجارة بل اشد قسوة… { وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار، وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء ،وان منها لما يهبط من خشية الله ،وما الله بغافل عما تعملون)..
سايكوباتيون، لم يسمعوا، ما قاله سيدنا عليُ كرّمَ الله وجهه،عندما سُئل كم المسافة بين الارض وعرش الرحمن ؟ فأجاب الامام العارف بالله: دعوة مظلوم حتى لو كان كافراً او فاجراً.
مناسبة المقالة صمت التماثيل العربية عما يحدث في غزة العزة اما في فلسطين المحتلة ،فقد اسقط عمال النظافة في بلدية تل ابيب تمثالاً لنتنياهو بعد سويعات من نصبه، لانه اثار اشمئزاز المارة.
الفنان الذي صمم التمثال. علق على الواقعة: ان نصب التمثال كان رسالة احتجاج على سياسة نتنياهو ،وان رفعه كان معياراً لقياس حرية التعبير. الجمهور اسقط تمثال نتنياهو، رغم انه سجل عدة اهداف قاتلة، في مرمى القادة العرب، دون رد ضم الجولان، غطى الضفة الغربية بالمستعمرات، اعلن يهودية الدولة و القدس عاصمتها فيا لفضيحة العرب انهم لم يسجلوا هدفاً يتيما يحفظ ماء وجههم.
فهل انتهى العمر التشغيلي لهؤلاء، بعد ان اصبح الزمن يُحسب باجزاء الثانية ،والعالم شريحة بحجم البصمة، فالاوطان لم تعد اقطاعيات مملوكة ببقلة والناس عندهم عمال سخرة ؟