بقلم الدكتور فراس الشياب
الحمد لله على رؤية هذا اليوم الذي تقارع فيه المقاومة الاحتلال الصهيوني، وترد الصاع بمثله بل بمثليه من حيث الضرب والرعب الذي يثيره في نفوس بني صهيون، ولقد ردت المقاومة عن المسجد الأقصى وشرف الأمة ما لم ترده جهود دولية، ولذلك فنحن اليوم أمام معادلة جديدة في موازنة الرعب بين الاحتلال والمقاومة.
كلنا في الأردن وشعوب العالم الإسلام برمتها نقف صفا واحدا خلف المقاومة، ندعو لها، ونود تقديم ما يمكننا تقديمه لتقويتها ومساندتها، وهذا ما تراه عبر وسائل التواصل الاجتماعية عموما، وهذا يدل على توحد المسلمين خلف بيت المقدس وكل فلسطين، وضرورة تحريره وعودته لحضن امه الإسلامي الدافئ.
ونحن في الأردن لنا ظروفنا الخاصة في دعمنا لهذه المقاومة التي نتقاسم معها الهم والدم، وقد شرفتنا ونتشرف بحبها ودعمها، وإننا نرى بكل وضوح وقوف الأردن الرسمي والشعبي صفا واحدا لنصرة الشعب الفلسطيني والكف عن مقدساته، ويتمثل ذلك بالجهود السياسية الكبيرة لتجريم الاحتلال، وتقديم قضايا حقوقية بحق الاحتلال الغاشم المجرم أمام المحاكم الدولية، وللأسف فإننا نرى كيف أن البعض يحاول انتقاص الوصاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والنصرانية على حد سواء، والتي يراها الفلسطينيون أنفسهم بشهادة من المجاهد الأسير رائد صلاح – فك الله أسره- من أكبر الضمانات لاستمرار المقاومة، والحفاظ على إسلامية القدس، ومنه أيضا السماح للجميع بلا استثناء للتعبير عن دعمه لإخواننا في فلسطين، مع وجود ظروف صحية وجائحة كورونا، والسماح للبعض ان يصلوا الحدود الاردنية الى حد آمن لهم في رسالة واضحة للاحتلال، ورسالة للداخل الأردني في التلاحم خلف فلسطين المحتلة، فهي قضية المسلم والعربي الأولى. ومع وجود جهود طيبة مباركة من الدول العربية والإسلامية في التخفيف عن اخواننا في غزة والمقاومين مع عدم كفايتها، فإن جهود الأردن في ادخال المساعدات الطبية لإخواننا في غزة وعقد مؤتمر لوزراء الخارجية والتواصل مع الأمريكان لكف جماح الصهاينة لهو من عظيم الجهد، بحيث نحتاج الى تكامل الأدوار في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة، سياسيا وعسكريا. والأردن عندما يقدم هذه الجهود فهو لا يمتن بها على أحد، وهي من أعماله اليومية الروتينية التي يدفع لأجلها الأثمان الغالية.
وهذه رسالة أكتبها في ضرورة أن تنتبه المقاومة أن نكون ملكا للأمة تمتلك قرارها الداخلي مئة بالمئة من داخل كوادرها، فلا يدعي فصيل أو جماعة أو حزب من خارج فلسطين امتلاكه لهذه المقاومة، ولا يجوز بحال جر المقاومة لهذا المربع والمنزلق الخطير، ونحن نعلم بوعي المقاومة بشتى عناوينها الفرعية في عدم قبولها ان تكون تابعة في قرارها لأحد من الخارج، فهي مشروع لتحرير فلسطين كل فلسطين وتتشرف الأمة بدعمها، لأنها الأمل في ذلك. وبناء عليه فيجوز للجميع ان يشارك بالفعاليات الشعبية الداعمة وبقوة مع غياب العناوين الفرعية فلا يرفع الا العلمين الاردني والفلسطيني فقط. ولا يجوز بحال أن يدعي أحد اختصاص فئة بذلك، فالناس كلهم مع إخواننا في فلسطين، وكلهم خلف المقاومة وهي بذلك تجمعنا، وإن ادعاء البعض بأنه يملك الشارع بحجة تحرك الشارع لفلسطين لهو ظلم لفلسطين ومقاومتها الشريفة وظلم للشارع الأردني الشريف، وهو تقزيم للقضية الفلسطينية وتصفية حسابات ضيقة على حساب فلسطين، وهذا من سيء الأخلاق واستغفال الناس.
المقاومة والقدس وفلسطين وغزة تجمعنا ونقف خلفها بكل ثقة وفخر.