أيها الأردنيون : مواجهة الكورونا مصلحة وطنية

29 أبريل 2021
أيها الأردنيون : مواجهة الكورونا مصلحة وطنية

بقلم الدكتور صلاح الحمايده

وطنا اليوم:يتضمن القول بالمصلحة الوطنية أنسانآ عاقلآ يدرك معنى مصلحته الذاتيه اولآ ويعطف عليها مصلحة الجميع ذلك أن تربيتنا علمتنا أن اعتبارات الوطن فوق حسابات المواطنين وأن قدرته على مواجهة الصعاب الطارئة لا تنفصل عن وعي وطني سليم وأذا كان العقل السليم في الجسم السليم فإن عقلآ اردنيآ سليمآ يقضي بالحفاظ على قوة مجتمعه ومجابهة ما سيضعفة أكان ذلك عادات سيئة ام وباء واسع الضرر حال ” مرض كورونا ” الذي اشتد ووطد موقعه تحول إلى وباء وأخطار هذا الوباء نعيشها اليوم ونعرفها للأسف منذ عام.
والسؤال الأول : ما هي الأمور الخانقه والمؤلمه التي فرضها علينا ذلك الوباء الخبيث؟ الابتعاد عن الأهل والمقربين وتقنين الحركة اليوميه والتعليم عن بعد وابتعاد التلميذ عن معلمه ومراقبة اليدين والخوف من اللمس قلة العمل والشكوى من البطالة إغلاق مصالح متعددة والأكتفاء بالتجمعات المحدودة بيد أن هذه الوقائع التي لم تكن نعيشها تهون أمام أخرى أكثر ايلامآ والخوف الذي يبعثه في العائلة فرد مصاب ما يجعل الأب يتقي إبنه والابن يتحدث مع أمه بكلمات محسوبة، وانتقال العدوى من الأخ لأخيه واجتهاد المرض في ترحيل الطرفين إلى عالم الموت ومنظر الجنازات المروع الذي جعل من حفر القبور عاده يوميه تستدعي الدموع.

السؤال الثاني : كيف نتجنب ولو بقدر المآسي الناتجه عن المرض؟ الجواب بسيط اجتهدت وسائل الإعلام الأردني ولا تزال تجتهد في ايضاحه وبيانه بل إنها قدمت درسآ نموذجيآ في هذا المجال جسد ولا يزال يجسد معنى المسؤولية الوطنية والأخلاقية والمعنوية، فلم تترك وسيلة إلا وأشارت إليها ولا طريقة تربيه الا وأخذت بها، استقدمت إلى أجهزة الإعلام الشفهيه والمصوره والمكتوبه أطباء ومختصين ومربين غيورين ورجال دين وغيرهم من ذي الخبره في مجالات الإرشاد المتعددة. استنفر الإعلام الأردني كل طاقاته في محاربة كورونا إذا كانت أجهزة الإعلام الاردنيه قدمت دروسآ حميدة في مجابهة كورونا وتوعية المواطنين في الواجب البسيط الذي على المواطن الأردني أن يقوم به الواجب على كل ذي عقل وبصيره أن يتعامل بجدية ويقظة مع التعاليم الموجهة آلية لا خدمة لأجهزة الإعلام في ذاتها إنما خدمة لنفسه ورأفة بغيره من المواطنين واحترامآ للخبراء الذين يرشدونه وصولاً بداهة إلى الالتزام بالمصلحة الوطنية العامة فمن دون كورونا يستعيد المواطنين طمأنينتهم ومن دون كورونا يرجع الأردن كما كان وطن الأمن والثقة والازدهار.
ملاحظة أخرى تكمل معنى ما سبق وجوب الثقة الضرورية بما يؤكده الجهاز الإعلامي الوطنى وبما يقول العلماء وأصحاب الاختصاص، الأمر الذي يقضي بالابتعاد عن الإشاعات الجاهله وعدم الانتباه إلى ما ينشره أصحاب الوعي المشوش والمظطرب الذين يوزعون الضرر على أنفسهم وغيرهم وعلى الوطن كله كالقول أن كورونا ” مؤامرة ” وهو قول ساذج جهول خارج الضرر أو أن اللقاح ضد كورونا لا لزوم له فالاعمار بيد الله أو أن اللقاح صناعة كافره والأمر بسيط الكورونا مرض محدد له أسبابه وهو مرض معدي يؤدي إلى الموت مرض كوني يصيب المجتمعات الإنسانية جميعها لا يفرق بين جنسية وأخرى ولا دين واخر ذلك أن الأوبئة كالحرائق تلتهم ما أمامها وتحوله إلى رماد.
كيف ندافع عن الأردن إن لم ننظم طاقاتنا الواعية المطلوبة لمحاربته؟ الطبيب المريض لا يستطيع معالجةمرضاه والصيدلي المريض لا يكون قادر على تلبية ما يطلبه المرضى، وكذلك الموظف في مؤسسته والوزير في وزارته والممرضه في عملها ورجل الأمن في عمله والصحفي والمسؤول الإعلامي الغيور الذي يشرح ليل نهار أسباب كورونا وطرق محاربتها ووسائل علاجها والنتائج المدمرة الصادرة عن الوعي الجاهل غير المسؤول الذي يمسهم في إضعاف الوطن عوضآ عن دعمه واسنادة.
واخيرآ : العقل السليم في الجسم السليم كما يقول تراثنا والجسم كل متكامل إذا مرض جزء منه أصاب الوهن غيره والكورونا مرض قابل للعلاج إلا لدى العقول المريضة.
قالت العرب….
لكل داء دواء يستطب به
الأ الحماقه أعيت أعين من يداويها
فلنكن جميعآ نحن الاردنين العقلاء مع الوطن في مواجهة كورونا…..