ضرب السد مطلب شعب.. هاشتاج يُشعل حماس المصريين

25 أبريل 2021
ضرب السد مطلب شعب.. هاشتاج يُشعل حماس المصريين

وطنا اليوم:تصدر هاشتاج حمل عنوان “ضرب السد مطلب شعب” مواقع التواصل في مصر، حيث دعا النشطاء إلى إنهاء الكابوس الذي بات جاثما على صدور المصريين.
السفير فوزي العشماوي قال إنه لم ير في حياته المهنية، ولا حتي في تاريخ الصراع الدولي، موقفا يتسم بالتردد والغموض والتناقض في شأن يمس حياة ووجود الوطن والشعب والحضارة مثل معالجة مصر لموضوع سد النهضة.
وأضاف العشماوي أنه فدبعد ان كانت العقيدة المصرية باختلاف الحكام وحتي في ظل الاحتلال البريطاني ان امن مصر القومي وحياتها مرتبطان بمنابع النيل واستمرار تدفقه، وبالرغم من الوهن الذي اصاب الدولة المصرية في اعقاب ثورة يناير ماسمح لمشروع السد بالظهور ثانية في اولويات المخطط الاثيوبي الا ان الجيش المصري والقوات المسلحة المصرية لم تتأثر بالثورة ومعطياتها بل كانت قوية متماسكة وكان يمكنها التدخل والتصرف، كما ان المخطط الاثيوبي كان يتحدث عن سد صغير لايحتجز سوي حوالي ١٥ مليار متر مكعب من المياه وبرغم صغره فقد كان يواجه صعوبات جمة في التمويل او اكتساب اي مشروعية دولية اذ كانت كل الدول تحسب حساب مصر وشعبها وحضارتها.
وتابع العشماوي: “ثم اذا بنا نصحو فجأة علي الدولة المصرية ممثلة في رئيسها وهي توقع اتفاق مبادئ يمنح مشروعية لسد عملاق يبلغ حجمه خمسة اضعاف السد الاصلي ويحتجز اكثر من ستة أضعاف كمية المياه التي كان مخططا للسد الاصلي ان يحتجزها، وفي حين بدا جسم السد مصمتا خرسانيا امتلأ اتفاق المبادئ بثقوب وثغرات منحت الجانب الاثيوبي كل مايريد ولم تمنح الجانب المصري اي شئ اللهم الا توقيع رئيس الوزراء الاثيوبي علي الوثيقة والتي روجها الكثيرون باعتبارها فتحا مبينا وصدرت الصحف في مارس 2015 ويتصدرها صورة القادة الثلاثة وهم متشابكو الايدي والعنوان الكبير بالخط العريض ” السيسي حلها”. ثم انخرطت الدول الثلاث في مفاوضات ماراثونية عبثية غريبة لم تشهد توقفا لاعمال السد ولو لشهر او شهور لحين الاتفاق علي معايير السلامة لجسم السد من جهة ومبادئ وتفاصيل التشغيل من جهة اخري !وبالتالي ظللنا نتفاوض وهم يبنون، ونتنازل وهم يتقدمون، ونواصل المرونة وهم يتشددون، وكنا كلما شعرنا بالقلق طمأننا الرئيس (انا عمري ضيعتكم)، وطمأننا الاعلام، وطمأنتنا الكتائب”.

الصدمة

وقال العشماوي إن الصدمة الكبري الاولي حدثت حينما انسحبت اثيوبيا والسودان ونحن علي مرمي قدم من توقيع اتفاق ملزم برعاية امريكا والبنك الدولي حين قيل وقتها ان الاطراف الثلاثة قد اتفقوا علي اكثر من 90٪؜ من النقاط الخلافية ومع ذلك غادرت اثيوبيا بغطرسة لافتة دون ان تهتم بترامب او ادارته وعقوباته او بمصر وشعبها وجيشها، ود مشيرا إلى أن الكارثة تمثلت في السودان الذي غادر معها، اذ بدا واضحا اننا لم نحاول باخلاص وذكاء ولسنين عديدة ان ننسق معه وان نحل القضايا المعلقة بيننا وبينه حتي ولو كانت حلايب وشلاتين اذ هما برأيي لايساويان ولايضاهيان انهيار نظام النيل المائي ووقف تدفقه الي مصر.
وقال إن غياب التنسيق الكامل والذي كان يجب ان يصل لوحدة المواقف وبأي ثمن مع السودان كان عيبا خطيرا وثغرة جوهرية وماتزال ولو بصورة اقل ماادي لضياع سنوات ثمينة من التنسيق بين البلدين استغلتها اثيوبيا احسن استغلال.
الصدمة الثانية!!
وعن الصدمة
الثانية قال العشماوي: “كانت حينما اعلن ترامب وهو علي وشك المغادرة انه يستغرب ان مصر لم تقم حتي الان بتدمير السد الذي سيؤدي لتعطيشها وهلاكها، لنكتشف اننا ضيعنا فرصة تاريخية استمرت ولاية كاملة مدتها اربع سنوات لم تكن العلاقات بين الدولتين والقيادتين في القاهرة وواشنطن كما كانت اثناءها، خاصة واننا كنا قد تعاقدنا علي طائرات واسلحة وفرقاطات وحاملات وغواصات ومعدات لم يسبق لمصر ان حازتها، وبشرنا النظام وانصاره وكتائبه باننا اصبحنا من ضمن اقوي عشرة جيوش في العالم”.
وتابع العشماوي: “الصدمة الثالثة والطامة الكبري كانت مع اقتراب موعد الملء الثاني الذي وان تم فإن معناه ببساطة امتلاك اثيوبيا للنيل وتحويله لبحيرة اثيوبية علي حد تعبيرها واستحالة اقترابنا من السد بل وقيامنا نحن والسودان بحمايته مستقبلا لو تم الملء الثاني، لان انهياره سيعني طوفانا يغرق الاشقاء في السودان ويصل باثاره التخريبية لمصر وسدها العالي .. استبشرنا خيرا حينما خرج الرئيس مطمئنا بأن حصة مصر لن تنقص نقطة واحدة، وان اللي يجرب يجرب وامتلأت عناوين الصحف العالمية بتصريحات الرئيس وغضب مصر وفجأة بدأت الكتائب اياها تتحدث عن مخاطر السد وقرارات الرئيس واجراءات الرئيس .. ولكن هذا المنعطف لم يستمر سوي بضع ايام فوجئنا بعدها بوزراء الري والخارجية يدليان بتصريحات غريبة ومتناقضة ومحيرة لايستطيع احد ان يفهم منها علي وجه اليقين هل السد حلو ولاوحش ضار ولانافع خطير ولانص نص هيتضرب ولاهنساعد في بنائه .. وطبعا الكتائب كانت دايما بتقول لنا الحرب خدعة واصبروا وماتتكلموش واحنا عمرنا ضيعناكم واحنا ولافاهمين حاجة ومشغولين لاخرنا في المعيشة والتمثيليات والاشغالات الغريبة … الي ان خرجت وزارة الري بتصريحات غريبة وخطيرة تتحدث عن عيوب جسيمة في بنية السد الذي وقعنا اتفاق مبادئه وكنا علي وشك التوقيع علي اتفاق تشغيله في واشنطن والكونغو! وان اثيوبيا بدأت في اغلاق الممر الاوسط للمياه وفتحت الفتحتين الوحيدتين السفليتين اللتين لاتمرران سوي 2 مليار متر مكعب بدلا من 22 مليار اي ان ماسيصلنا هو عشر ماكان يصلنا قبل ذلك، وان اثيوبيا لم تولد كهرباء ولن تولدها قريبا وانما تريد التحكم في المياه، وانها الغت فتحات بل ورفضت تمويلنا لفتحات، لنصحو علي كابوس ثقيل لانكاد نصدقه.. الكارثة حاليا اننا نرسل كل الرسائل وعكسها، ونترك المواطن في حيرة غير مسبوقة لاتخص ارضه او جيبه او صحته بل تتعلق بحياته ووجوده وزراعته وغذائه وحضارته ونمط حياته المرتبط بالنيل”.
وخلص العشماوي إلى أن جفاف النيل لايقل خطورة بالنسبة لمصر عن حيازة سوريا او العراق او مصر للسلاح النووي بالنسبة لاسرائيل، بل هو اشد خطورة، لان من يملك السلاح النووي سيفكر الف مرة قبل استخدامه في منطقة متلاصقة مكدسه بالسكان يمكن للرياح والغبار ان تنشر الموت لدي من قام بالضربة ومن يتلقاها معا، في حين ان اثيوبيا اذا اغلقت صنبور المياه الموجود في السد الخطير فلا مخاطر تتهددها حتي ولو انهار السد كله فهو مبني في اقصي شمالها قرب الحدود السودانية !
وأنهى السفير العشماوي محذرا: “الخلاصة ان المخططات الاثيوبية لم تكن يوما سرا مغلقا، وأن الجيش المصري لم يكن يوما ضعيفا او مبخول عليه وعلي تلبية طلباته، وان المخطط الجديد للسد وتكبيره ست مرات كان امام من وقّع اتفاق المبادئ، وان هناك مستندات لاندري مدي صحتها يتم تداولها وتفيد بان وزير الري انذاك لم يعلم بتفاصيل الاتفاق الا من الصحف مايعني ان القرار بالكامل كان ومازال وسيظل بيد السيد الرئيس، فإما ان يحلها بما يحفظ حقوق مصر ويدخل التاريخ، او يحاسبه الله والشعب والتاريخ والاجيال القادمة الي يوم القيامة”.

الاصطفاف الوطني
في ذات السياق دعا محافظ الشرقية السابق رضا عبد السلام إلى الاصطفاف الوطني ، محذرا من محاولة البعض تقسيم المصريين.
عبد السلام قالها صراحة في فيديو بثه على اليوتيوب: “لو انت فعلا بتحب وطنك بجد، ولا تكلمني عن جماعات ولا تيارات، وتعال نتكلم عن وطن”.
وأكد المحافظ السابق أنه ليس كل من اختلف مع النظام إرهابيا، داعيا إلى اللحمة الوطنية.

روح الفرقة
من جهته علق الناشط السياسي شادي الغزالي حرب على أحد المسلسلات الذي يشيع روح الانقسام بقوله: “لو في نظام معادي عايز يبث فينا روح الفرقة والانقسام قبل ما ندخل في مواجهة مع تهديد وجودي زي سد النهضة، مش هيعمل أكتر من اللي بيعمله صناع مسلسلي الاختيار 2 وهجمة مرتدة.

يراوغون لفرض الأمر الواقع

من جهته قال وزير الري السوداني د.ياسر عباس إن ‏اثيوبيا تراوغ في الوصول لاتفاق وتعمل على شراء الزمن لتجعل ملء السد أمر واقع.