باب العامود… “وسط البلد” وقلب القدس المحتلة

24 أبريل 2021
باب العامود… “وسط البلد” وقلب القدس المحتلة

وطنا اليوم – إلى جانب كونه معلما معماريا “ساحرا”، تحوّل “باب العامود” أشهر بوابات البلدة القديمة، إلى ساحة “للاحتجاجات” الفلسطينية، ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ويستغل المقدسيون “باب العامود”، منذ سنوات عديدة، لرفع صوتهم ضد السياسات الإسرائيلية الساعية إلى تهويد المدينة.

ومع بداية شهر رمضان، من كل عام، يستخدم الفلسطينيون “باب العامود” كـ”ساحة” للاجتماعات والاحتفالات، والأنشطة الثقافية.

لكنّ شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بشكل يومي، تعمل على تفريقهم، باستخدام القوة، وهو ما يسفر عن نشوب اشتباكات.

وبلغت الاشتباكات ذروتها مساء الخميس وفجر الجمعة، حيث شهدت المدينة مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين من جهة، والشرطة ومستوطنين إسرائيليين من جهة أخرى.

وامتدت المواجهات لأحياء متفرقة من المدينة، وأعلنت الشرطة، صباح الجمعة، أنها اعتقلت أكثر من 50 فلسطينيا في المدينة.

وذكرت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني (غير حكومية) أنّ 105 مقدسيين، أصيبوا، من بينهم 22 وصفت إصابتهم بالمتوسطة، ونقلوا إلى مستشفى المقاصد بالمدينة.

واشترك المستوطنون الإسرائيليون في الاعتداء على السكان المقدسيين، حيث هاجموا منازلهم.

اعتداءات غير مبررة

ويقول زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية؛ إن “شرطة الاحتلال الإسرائيلي تتعمد، منذ بداية شهر رمضان الجاري، التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين في باب العامود وبدون مبرر”.

وأضاف الحموري: “اعتاد المواطنون الفلسطينيون من سكان البلدة القديمة ومحيطها خلال شهر رمضان، وأيضا في فترتي الربيع، والصيف، الوجود في باب العامود، من أجل الترفيه عن أنفسهم خلال ساعات المساء”.

وتابع الحموري: “منذ بداية شهر رمضان، منعت الشرطة الإسرائيلية المواطنين من الوجود في مدرج باب العامود، وأقامت حواجز حديدية للمرور فقط دون السماح للمواطنين بالجلوس”.

وأشار الحموري إلى أن هذه الإجراءات تزامنت مع اعتداءات بالضرب والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والمسيلة للدموع، وهو ما فجّر الأحداث”.

قلب القدس النابض

وخلال الأعوام الماضية، تصاعد دور “باب العامود”، ليصبح حيّزا حيويا لفلسطينيي القدس؛ يتجمعون عنده، وينظمون على أعتابه نشاطاتهم السياسية والاجتماعية، بما يشبه الدور الذي تؤديه مراكز المدن، أو ما يسمى بالدارجة “وسط البلد”.

وبرز اسم “باب العامود” في كانون أول/ديسمبر عام 2017، عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسميا اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وآنذاك، تحوّل “باب العامود” إلى مركز الاحتجاجات الفلسطينية في القدس، ضد القرار.

كما تشهد مدرجات باب العامود، بين الفينة والأخرى، وقفات فلسطينية، بعضها تضامنا مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، أو إحياء لذكرى مناسبات فلسطينية كنكبة فلسطين (1948)، أو ذكرى احتلال القدس (1967).

مركز المدينة

وباب العامود هو المدخل الرئيسي إلى الأسواق التاريخية بالبلدة القديمة، والمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة.

ويُشير باحثون في تاريخ القدس، إلى أن بناء باب العامود في موقعه الحالي يعود إلى زمن الرومان، فقد بناه الحاكم الروماني هيرودس الأول، ومن ثمّ أعاد بناءه الملك هادريان عام 135 ميلادية، بعد أن دمره الامبراطور الروماني تيتوس.

عربي 21