بقلم الدكتور محمد المعاقبة
لجنة الأوبئة من أهم اللجان الحكومية الاستشارية وتشكليها لأول مرة ترافق مع بداية ازمة كورونا وكان من أطباء اهل خبرة واختصاص ولا جدال بشان قدراتهم الطبية والعلمية وحتى البحثية .
جميل ومفيد ان تتعدد وجهات النظر لمصلحة الوطن والمواطن، ولكن من غير المناسب التسابق على الشاشات ،وجميل جدا أيضا ، وجود دراسات علمية حقيقة؛ فاذا كانت الدراسة التي يتم الحديث عنها(من أعضاء سابقين باللجنة قبل إعادة التشكيل) على درجة من المهنية والمنهجية العلمية المعروفة عالميا ووفقا للمعايير العالمية.
بلا شك فان مثل هذه الدراسة إن صحّ وجودها تعدّ منجزاً علميّاً أردنياً ولكن السؤال المشروع الذي يفرض نفسه والذي هنالك اعتقاد بصحته ( ان عملية تحليل نشرات إحصائية تصدر عن وزارة الصحة ليست دراسة علمية بالمعنى والمعايير المتعارف عليها عالميا ) فدراسة التحليل الاحصائي للبيانات التي تصدر عن وزارة الصحة يوميا مع أهمية ذلك ، يمكن لأي خبير إحصائي او غير خبير ، تحليلها والعنصر الحاسم والفيصل بتلك الدراسات هو القدرة والمعرفة بعلم التحليل الإحصائي مع أهمية التخصص مثلا ( ان يكون المحلل الاحصائي طبيباً) وأتمنّى أن تكون الدراسة موضوع الحديث التي تحدث عنها بعض أعضاء اللجنة السابقة شيء آخر مختلف عمّا شاهدناه من حالات واجتهادات عديدة لهواة او متخصصين بالتحليل الاحصائي كالوزير السابق سعيدان وكذلك نتابع تحليلات بيانية إحصائية بطريقة المقارنات من احد أساتذة اللغة الإنجليزية / رئيس جامعة حالي، فيها من المقاربات والمقارنات ويمكن ان تقدم مؤشرات ومعطيات لصانع القرار.
نعم إن اللجنة السابقة للأوبئة والتي كان تشكليها من أطباء اجلاء كان يجب ان تكون عنواناً مؤسسياً مهماً ، ولكن ما هو مستغرب انسياقها وراء الاعلام بشكل ملفت وكأنها في حالة خصومة مع الحكومة بالرغم من أن الغاية من تشكليها أن تكون جهة دعم واسناد للقرار الحكومي لا خصماً عنيداً وعنيفاً للحكومة وقراراتها.
ومن البديهي جداً أن يكون للحكومة أية حكومة مساحة من التقدير وأن استرشادها بالرأي الفني لا يمنع اختصاصها الأصيل في حرية التقدير والتقييم للخيارات والبدائل التي تصدر عن هذا اللجنة والتي شكلت لغايات الاسترشاد هي وغيرها من جهات دعم القرار التي يجب ان تكون جميعاً عوناً لصانع القرار لا خصماً له ،هكذا تفهم دولة القانون والمؤسسات وغير ذلك إسهاما في تحطيم ما تبقى من هياكل وعناوين للقطاع العام الأردني الذي يجب علينا الانحياز له ودعمه فهو ركن الدولة الركين والذي تعرض ذات زمانٍ لتدميرٍ ممنهجٍ من مجموعة التخاصية بقيادة الصلعان .
نعم ،نحن في الأردن لا نشبه أحداً ولا أحدُ يشبهنا فعمل مؤسسات الدولة الأردنية لا يتم بروح الفريق والتشاركية وللأسف ما حصل خلال الأيام الماضية كأننا في حلبة مصارعة بين الحكومة وذراعها البيروقراطي الاستشاري بعض أعضاء ( لجنة الأوبئة ) ما يجعل إعادة تشكيل اللجنة مبرراً وعملياً ومنطقياً.
أستاذ القانون الإداري الجامعة الأردنية