شهداء مشفى السلط
شعر :- أبو عربي إبراهيم أبو قديري
يا سلطُ جرحك في القلوب كبيرُ | هل هكذا حتى يفيقَ ضميرُ ؟! |
قتْلٌ بمستشفى لمن طلب الشفا | لكنه الإهمال والتقصيرُ |
في الخلد أرواح بها اختنقت إذا | لا أكسجين . فشهقةٌ وزفيرُ |
وعزاؤنا للأهل كان بعونهم | نعم الإله مدبّر وكبيرُ |
شهداء مشفى السلط قد أودى بهم | سوء الإدارة بئسما التدويرُ |
مات الضمير ولا حسابٌ رادعٌ | وبدون تقوى الله لا يقوى ضميرُ |
ولقد فتحتم بالمواجع جرحنا | لا الزور يطفئها ولا التزويرُ |
خرست حروفي كيف ألجمها الأسى | جلّ المصاب فأخفق التعبيرُ |
صنفان نحن و((قسمة ضيزى)) بها | متضررٌ يفنى وخوّان فجورُ |
يغفو على شوك التراب فقيرنا | وفراش مجتمع اللصوص حريرُ |
حُلم الجياعِ كفافُ عيشٍ عفّةً | وحظوظ أبناء الذوات قصورُ |
وإذا الكريهة كشّرت أنيابها | ضحّى الفقير ليهنأ المخمورُ |
لو كان هذا الفقر شُحَّ مواردٍ | قلنا : ارتضوا هذا هو (الميسورُ) |
القلب ينزف والعيون عصيّة | هيهات . لا يبكي من الوجع الكبيرُ |
يا حرة ضمي جراحك عِزّةً | تتبدل الدنيا إذا غضب الصبورُ |
ها أنت من عمر الزمان أبية | شماء خالدة وتنصرف الدهورُ |
كم غابةٍ يلهو بها متنزِهٌ | وخلالها همس الأسود زئيرُ |
أخواتك المدنُ الوفية كلها | ثكلى ودمع المقلتين هديرُ |
وإذا المعاني و البيان تزاحمت | لا يبقى ما بين السطور سطورُ |
وعجزت أفصح من حصاةٍ في فمي | ولجامنا إما حديد أو حريرُ |
يا سلط أم المكرمات على المدى | لمن استجار فأنت أنت مجيرُ |
سباقة عند الشدائد نبضها | وعي وعلم حكمة تدبيرُ |
يا درة التاريخ والجغرافيا | يا من بحكمتك الزمان فخورُ |
ولربما فتنةٌ في البيت نائمة | قد يشعل النيرانَ بالعبث الصغيرُ |
من يضبط الإيقاع هذا كله ! | بل حسبنا الحكماء والله القديرُ |
ونفوسنا عجزت تغيّر ما بها | خالت بأن عدوها التغييرُ |
يا ربنا أنت الملاذ لشعبنا | ولأنت وحدك بالجلال جديرُ |
ولأنت علّام الغيوب بحالنا | أدرى بواقعنا وما تخفي الصدورُ |
تاهت مراكبناوبحرٌ هائجٌ | رحماك وحدك منقذٌ ونصيرُ |