المحل للبيع انقذونا

1 أبريل 2021
المحل للبيع انقذونا

بقلم سيمياء ابراهيم

محل للبيع المطعم للضمان للإيجار مغلق…إلخ… انتشرت في الآونة الأخيرة اغلاقات عدة و أصبحنا نرى كل مصدر الأرزاق تفلس و تقرر التوقف عن العمل كليا، المشكلة الكبرى تكمن بأننا لو فكرنا بتمعن هل سيؤثر القطاع مهما بدى صغيرا فقط على صاحب المحل؟ أو العمل؟ الجواب ببساطة لا إذ إنه سيؤثر على العشرات و ربما المئات من البشر منهم من يعمل بالمحل و منهم من يعيل آخرا ومنهم من يزود المحل بالبضاعة و منهم من يقوم بصيانة الالات و منهم الدهين و الكهربجي و كل ما يمت بصلة للأماكن، كل ذلك يعتبر طبيعيا في ظل انتشار الكورونا و انهيار الاقتصاد..

و لكن لو أطرقنا و فكرنا بنمط مختلف لوجدنا مئات الحلول على الطاولة، أعود و أكرر نفس المثال إذا ما كنت تتقن تسلق الجبال و أتاك موج عال فعليك منطقيا أن تتعلم السباحة لتنجو وليس ان تستسلم و تعزل نفسك على جزيرة و تنتظر الفرج أن يأتيك و المنقذ أن يأخذ بيدك دونما محاولة،

و هذا ما يحصل الآن رغم صعوبة الوضع نحتاج فكرا نيرا يأخذ بيدنا لبر الأمان فمثلا ماذا لو قمنا بعمل هيئة أو لجنة أو أيا كان مراقبة قانونيا تقوم بالأتمتمة لجميع الخدمات و تستضيف جميع الأعمال مهما بدت صغيرة تحت ظل تطبيق حكومي آمن مجاني يشجع الأعمال و الريادة لمن لا يستطيعون عمل تطبيقات و مواقع خاصة بهم لا سيما قطاع الألبسة و الطعام و غيرها أيضا

و تقوم بعمل ورشات تدريبية لجميع فئات المجتمع و الأعمال على استخدام السوشال ميديا و البرمجة و غيرها و اتحنا الفرص للشباب بالتواصل مع أصحاب الأعمال الصغيرة و الكبيرة و التعاون بينهم على ركوب موجة الذكاء الاصطناعي و البرمجة و توظيفها في انقاذ الأعمال.

و يا حبذا لو أن ذات اللجنة أو الهيئة تقوم بعمل استشارات من خلال وزارة العمل و غيرها و وزارة الاقتصاد الرقمي أيضا للأعمال التي تتقدم بإغلاق شركاتها بمساعدتها بوضع استراتيجية وطنية تخدم الوطن و المواطن بدلا من الموافقة المباشرة على الاغلاق

لا أكتب ما أكتبه الا من وعي مواطن يشهد واقع الحال من بطالة و اغلاقات حتمية و أوضاع صعبة إذ إننا لا نمر بشارع إلا وقد ضاقت المحلات ذرعا بعبارة و اعلان ” المحل للبيع للضمان مغلق” و يسود بعدها مظهر من الإحباط الشديد على الجميع.

رغم الألم و الضيق لازلنا نرى بصيص نور و نستطيع كما ارشدنا جلالته ببداية الأزمة أن نخلق من الأزمة فرصا للجميع صدقوني أيا كان القطاع بدل اغلاقه علينا توجيهه بطريقة ذكية تجاه التطبيقات و المواقع و السوشال ميديا إذ أنها أصبحت الدكان الصغير الذي يحرك الأعمال كافة ولو أننا امتلكنا تطبيقا وطنيا للجهات التي لا تستطيع أن تسوق بكفاءة لنفسها لأنقذنا الكثير من الأعمال المحلية و الوطنية،

صدقوني لم تعد نفس الحلول قبل عشر سنوات ذاتها ناجعة في يومنا هذا بعد عوامل تجوية و تعرية و تغيير كبير في ظل ثورة تكنولوجية رابعة علينا أن ندرك أن الحل يكمن وراء تغيير منهجية التفكير و حل المشكلات و ليس وراء معالجة الأعراض و ترك المرض الرئيسي و تخدير الألم فقط.