أبو قديس يُيَسِّر والبعض يُعَسِّر

27 مارس 2021
أبو قديس يُيَسِّر والبعض يُعَسِّر

بقلم: هاله ابو رصاع الحويطات

سَرّنا ما قرأناه في تعميم وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ابو قديس بالأمس القريب،حول تجهيز المختبرات الحاسوبية ووضعها تحت تصرف الطلبة الذين يشْكون من عدم توفر الأجهزة الحاسوبية التي تُمكنهم من الدخول إلى منصة درسك،حرصاً منه على مواكبتهم التعليم وديمومته،وتذليل العقبات وتيسير الأمور عليهم،وعلى النقيض،أحزننا للاسف الشديد التعليقات السلبية على لسان البعض من المعلمين والمعلمات،الذين كان من الأولى أن يكونوا أول المرحبين بهكذا تعميم.

وما يستوقفنا اليوم تعليق إحدى المعلمات اللواتي كان عليهن الترفُّع عن هكذا تعليق،وهو “أن الوزارة تعلم أنْ لا أحد من الطلاب يستيقظ من نومه قبل الثانية عشرة ظهرا،فكيف سيأتون إلى قسم الحاسوب ليتابعوا منصة درسك”.

ألستِ معلمة يا سيدتي الفاضلة؟ألا يجب عليك تشجيع طلابك الذين تعلمين ان ظرفهم المادي سيء ولا تتوفر لديهم أجهزة حاسوبية على القدوم لتعويض ما يفوتهم؟ألا يجب عليك التعاون مع الوزارة التي تعملين فيها وإليها تنتمين؟هل باتت أمورنا التعسير والانتقاد؟كان عليك ايتها المعلمة الفاضلة أن تهُبي مسرعة لتبشري طلبتك بهذا القرار،وتشجيهم على النوم باكراً من جديد للحضور في الصباح الباكر إلى مدرستهم واللقاء بهم وتوفير سبل المساعدة لهم قدر المستطاع.

أيهما أفضل القدوم والعودة للحياة الطبيعية أم اتخاذ النوم حجة لعدم جدوى القرار!!!!

ثم من قال أن الطلبة نائمون،نحن نرى منهم الكثير يتابع ويستيقظ باكراً محاولاً بكل طاقاته متابعة دروسه وحضور شرحها،ولن ننس أن الأهالي عليهم الدور المهم في هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها،فكيف لِأُمٍّ لا توقظ أبناءَها كالمعتاد وتوجههم التوجيه الصحيح وتحاول أن تحل محل المعلم وتواكب حضورهم والتزامهم في المتابعة.

المعلم الحق هو من يخشى على مصلحة أبنائه من الطلاب خشيته على مصلحة أولاده،حيث كان من الاجدر أن يعمم المعلمون والمعلمات هذا القرار،ويتواصلون مع أبنائهم من الطلبة المعوزين لزف البشرى لهم،لا الوقوف في وجه الوزارة والتقليل من شأن التعميم.

أبو قديس يحاول جاهداً أن يُيَسِر الامور ويسُدّ الفجوات التي تُعيق أبناءه الطلبة والطالبات ويُجَيِّش المديريات وكافة أقسام تكنولوجيا المعلومات وقَيِّمو وقَيِّمات المختبرات في المدارس لتذليل الصعاب وتهيئة الظروف الصحية المناسبة والملائمة للبروتوكول الصحي لهم،وللاسف المعلمون والمعلمات(لا أُعَمِّم) بعضهم يلعب دور المُعَسِّر.