أ.د. أمين المشاقبة
أبناء وبنات الشعب الأردني العظيم، أعرف تماما مدى درجات الوعي والإدراك السياسي لديكم من خلال الاتصال المباشر وغير المباشر، حيث إن نسبة المتعلمين الذين يعرفون القراءة والكتابة وصلت إلى 97%، وإن كل واحد منكم لديه وسيلة اتصال او اكثر من هاتف خلوي إلى الانترنت والسوشيال ميديا، وكل هذا جعلكم شعباً مميزاً مدركاً لكل ما يحيط بوطنكم من أحداث وظواهر، ومدركاً تماماً مدى انتماؤكم للوطن والدولة، الوطن المئل المكان الذي نسكن فيه وننتسب إليه ونعرّف أنفسنا به، الوطن إن خسرناه لا شيء يعوّضه، الشهيد يضحي بنفسه من أجل الوطن، وهي أعلى درجات الانتماء الوطني، وآلالف من أبناء الوطن ضحوا بأنفسهم من أجل رفعه الوطن وسموّه، من حقك الدستوري أن تعبر عن رأيك ومواقفك واتجاهاتك اتجاه سياسة وإجراء ما، ووزير وحتى حكومة من حقك أن تنتقد بالطرق السلمية والتعبيرات الراقية دون المساس بالملكية العامة وحقوق الآخرين، من حقك أن تغضب من سياسة أو من شخص مسؤول وتقول للخطاء لا بملء الفم دون خوف أو وجل، لكن وطنك من حقه عليك أن تحميه وتحافظ عليه وأنت واعٍ أن هناك متربصين بك وبهذا الوطن، وأنت تعرف كذلك المحيط الذي نعيش فيه دمار، ولجوء ونزوح وتشرد، ولا نريد لا قدر الله أن نخسر ما نحن به، وتعرف كذلك أن هناك اختلالات وأخطاء عديدة، والوضع الاقتصادي فقر، وبطالة وحتى جوع أحياناً، وتدني المستوى المعيشي، وغلاء وتضخم، واأمراض اجتماعية عديدة، وفوق كل ذلك وباء يأكل الأخضر واليابس أمامنا وفقدنا أحبة لنا لكن هذا هو قدرنا.
علينا أيها الأخوة الأعزاء أن تحافظ على هذا الوطن والدولة، لأنه لا يوجد مكان نأوي إليه في نهاية يوم عمل، الوباء سوف يزول، والاقتصاد سوف يتحسن إن وُجد رجال مخلصين فاعلين أمناء يقومون بخدمة أبنائه، لكن الوطن لا يمكن تعويضه، تعرف واعرف أنا أن هناك اعداء داخليين وخارجيين لك وللوطن أصحاب أجندات خارجية لا تريد لك الخير، فلنحرص معاً على الإمساك بتلابيب هذا الوطن المزروع فينا أباً عن جد، هذا ما بناه الآباء والأجداد، وهو ما نسلمه للأجيال القادمة ابني وابنك بنتي وبنتك.
إننا معاً نبحث عن حلول وترميم المعبد الذي نعيش فيه، ولا نريد أن نهدمه فوق رؤوسنا، صحيح اأن هناك خللاً بل اختلالات وحتى تحديات نريد مواجهتها معاً ولا تواجه إلا بالعمل والإخلاص الدؤوب.
حماكم الله ورعاكم وحما الله الوطن الدولة الأردن العظيم.