مدحت الخطيب
لان الأوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات وتصغير الانجازات أو إنكارها،
وكما قيل لا تستطيع أن تعلم حقائق الأشياء إلا عند اختبارها، ففتنة المعادن تخرج خبثها، وتبقي على ثمينها…
فلا تستطيع أن تعلم حقائق الناس إلا في مواطن البلايا والمشكلات التي تعصف بالمجتمع..
فلطالما ظهر بعضهم بوجه غير الوجه الذي تعرفه به إذا مر به بلاء، ولطالما تغيرت الوجوه ونكصت الخطوات على الأعقاب في المحن والشدائد….
فكم من صديق أنكر صديقه عند شدته، وتركه يعاني الآلام رغبة في مصلحة ذاتية أو خوفًا من مضرة مظنونة او هي طباع البشر التي لم نعرفها إلا عند الاختبار……
وكم من رجل ظنه الناس وقورًا حييًا إذا به يسقط في مستنقع العورات وموبوءة الشهوات عندما عرضت عليه الفتن…
ساكتب من جُرحي وعن المي الذي ما زال يدوس قلبي ليل نهار دون أن يصمت او يرتاح ..
ساكتب بعد ان أصبحت أحد هواياتي هي عد أنفاسي أتابعها ليل نهار وأستغفر الله …
سأكتب شاكرا الله الذي ذكرني بالنعم التي لا تعد ولا تحصى..
سأكتب ويدي تراقب جهاز قياس الأكسجين الذي كشف عورات القيادات السياسية المرتجفة في زمن الخنوع وإنصاف الرجال….
سأكتب ودعاء المريض مستجاب أن يخلصنا من الزمرة الفاسدة التي افقدتنا كل شي …
سأكتب رغم ما أعاني من هم وغم وتعب ومشقة مخاطبا عقول وقلوب ومشاعر الاردنيين اهل المعرفة والإرادة والعمل الجاد وابعث من خلالكم رسالتي (بلغتنا البسيطة الصادقة ) لكل المشككين بهذا الوطن واقول ..
الوضع استثنائي بالله عليكم ارحموا الوطن وأهله..فكم بكت أعيننا على مرض حبيب او وداع صديق ….
عدد الإصابات بالآلاف ومن جرب المرض يعلم حجم الدمار الشامل الذي يحل عليك حتى تطلب من الله الموت المحتوم من شدة الألم….
لا وقت للترف ولا التقاعس او الاسترخاء او التشكيك..شاهدت بام عيني شباب في عمر الورد في نزاع الموت وهم يستغيثون ..
صدقوني هذا المرض لا يعرف كبير او صغير قوي او عليل…
علينا أن نحارب الفساد وأهله هذا واجب أصبح ضروري ولكن سلامة المجتمع الآن هي صمام الأمان لنا جميعا…. فلا يؤتين من قبلك 😥😥😥
شكرا لمن يستحقون الشكر بعيدا عن بهرج الإعلام وكذب اللسان …
شكرا لمن يقدمون دمائهم مهرا ليبقى الاردن عزيز معافى فأجركم على الله..
اما من نهب ثروات الوطن وقصر في خدمة المواطن فعند الله تجتمع الخصوم …
#بقلم م مدحت الخطيب مصاب كورونا يتمنى لكم جميعا السلامة والرحمة من الله
