بقلم : المحامي انس الدعجه
بالرغم من الجهود الضخمة التي بذلتها الحكومات في العالم اجمع لمقاومة الانحراف ومكافحة الجريمة فإن الجريمة بجميع جوانبها وظواهر الانحراف تمتد وتنتشر من مكان الى مكان أخر لا تعترف باية حواجز اً او حدود بل انها تستقل احياناً عبر الاثير وعن طريق وسائل التواصل الحديثه من اكثر المجتمعات شاهداً الى اكثرها حزماً وانضباط .
وأي جريمة في المجتمع لابد ان يكون سلوك اجرامي لدى اي مجرم قبل ارتكابه اية جريمه .
وهذا السلوك يتمثل بالقيام بفعل او الامتناع عن فعل ، ويتكون لدى الانسان كمظهر خارجي للركن المادي للجريمه فمجرد التفكير بالجريمه او حتى ظهور بعض الدوافع او النزاعات النفسيه الدفينه لم يجرمها القانون وانما تطلب ظهور تلك النزاعات في صورة واقعية وان تتخذ مظهراً مادياً .
وينطوي المظهر المادي تحت عنصرين
العنصر الايجابي الذي يتمثل في حركات الشخص الذي يقوم بها كالضغط على زناد السلاح او بتر عضو لشخص او مد اليد للاستيلاء على المال.
والعنصر السلبي الذي يكون بالامتناع عن فعل قد فرضه القانون كالامتناع عن اعطاء الدواء او اسعاف شخص يشرف على الهلاك بقصد قتله وتركه يواجه الموت وهذا سلوك منافً للقواعد الاخلاقية
وبناء على ذلك لابد ان يكون هناك اسباب ودوافع دفعت هذا الشخص او غيرت من سلوكه الاجرامي فهذا السلوك لا يأتي من فراغ وانما له عوامل كثيره من ابرزها :
– رغبة الجاني في جمع الاموال. والكسب السريع بدون بذل اي جهد .
– حب الانتقام والثأر من الأخرين نتيجة جرائم او مشاكل سابقة ما بينه وبين المجني عليه او ذويه .
– التهرب من الواقع والتخلص منه بارتكاب الجرائم.
– البطالة والتي تعتبر اكبر عدو قد يواجه الانسان لما تخلفه من فراغ وألم كبير في نفس الجاني فيصبح مهيأ لارتكاب الجرائم .
– بيئة الشخص الاجتماعية الفاسدة التي قد تؤثر في سلوكه الاجرامي بشكل كبير كأن يكون منتمياً الى عائلة يمارس اصحابها عدة سلوكيات اجراميه فيتعود عليها ويصبح امراً عادياً
– تعاطي المخدرات والمسكرات . وهذه من ابرز الدوافع التي تتحكم بسلوك الشخص الاجرامي ولكن فقهاء القانون وعلم النفس أسسو عدة نظريات في عوامل السلوك الاجرامي منهم لومبروزو استاذ الطب الشرعي في الجامعات الايطاليه والجيش الايطالي حيث تبين له بأن الجنود الاشرار يتميزون بعدة مميزات لم تكن موجودة في الجنود الاخيار كالرسوم القبيحة والوشم على اجسادهم وكذلك تبين من خلال تشريح بعض جثث المجرمين الى وجود عيوب في تكوينهم الجسماني وشذوذ في الجمجمه مما جعله يعتبر هؤلاء المجرمون وحوش بدائية تحتفظ عن طريق الوراثة بالصفات البيولوجيه والخصائص الخلقيه بانسان ما قبل التاريخ كصغر الجمجمه وعدم انتظامها وطول الذراعين وكثرة غضون الوجه وضخامة الفكين والشذوذ في تركيب الاسنان وكذلك العالم الايطالي دي تيلو الذي قسم المجرمين الى مجرم عرضي ومجرم تكويني فالمجرم العرضي شخص ينتمي للطبقة الوسطى ولديه القدرة على الاتزان بين مطالبه الاجتماعية والذاتيه ولكن العوامل الداخليه قد تؤدي الى الاخلال باتزانه واضطرابه مما يجعله يرتكب الفعل الجرمي .
واعتبر ان افرازات الغدد لها اثر كبير في سير اجهزة الجسم التي لها انعكاساتها في الوقت ذاته على مظاهر الحياة النفسية للانسان وبالتالي على معالم شخصيته وتوصل الى وجود نموذج بشري غددي اجرامي .
– اما الفلاسفة العرب والمسلمون اهتمو بالعوامل المؤثرة في سلوك الافراد والمحددة لانماط هذا السلوك حيث قسموها الى :
– * عوامل جغرافيه على اعتبار ان البيئة الجغرافية لها تأثير كبير في النشاط البشري وانعكاسها على السلوك الاجرامي وعوامل انثروبولوجيه التي ركزو فيها على الجسم وملامح الشكل وعوامل وراثيه والتي قد تنتهي بالعوامل المكتسبه كالبيئة والتربيه وعوامل بيئية بحيث ان البيئة تحدد سلوك الانسان السوي والاجرامي والتي يمكن مقاومتها بالارادة والعوامل الذاتيه .
– واخيراً يأتي الدور الاكبر على سلطات الدوله المختصه بوضع اليات بمكافحة السلوكيات الاجراميه من اساسها عن طريق :
– العمل المشترك للقضاء على المربع القاتل (الفقر والجهل والمرض والبطاله )
– تفعيل دور المدارس في مكافحة السلوك الاجرامي من خلال اضافة ماده او برامج تعليمية تتخصص في هذا المجال
– تكثيف الحملات الاعلاميه وتقوية دور الاعلام في مكافحة السلوك الاجرامي
– التعديل على نصوص قانون العقوبات الاردني بوضع عقوبات رادعة وتغليضها واعادة النظر في جميع العقوبات في الجرائم ليصار الى تشديدها
– دعم دور الاسرة في مكافحة السلوك الاجرامي من خلال توفير حماية اجتماعية واقتصادية للاسرة
– فرض القوة الامنية وملاحقة المجرمين بشكل دوري.
– اعادة تأهيل السجناء والنزلاء في مراكز الاصلاح والتأهيل