د. ياسين رواشده
تنشر وطنا اليوم حلقات من مادة تاريخية للدبلوماسي والأكاديمين ياسين رواشده حيث تركز الحلقة الأولى على مجيئ الحاج امين الحسيني لزعامة الهيئة العربية الفلسطينية:
قال الرولشدة: فيما يخص الحديث عن الهيئه العربيه الفلسطينيه العليا و دور الحاج امين الحسيني..فاني لا اريد الدخول في التفاصيل الكثيره والمتشعبه لظروف مجيء الحاج امين لزعامة الهيئه و فلسطين ولا الى الظروف وتفاصيل الفشل الفلسطيني اولا و العربي( المصري خاصة) في القيام بدورهم في فلسطين في الثلاثينات والاربعينات..و الغريب انه لا يوجد تقييم علمي لتلك المرحله المهمه والتي ادت الى ضياع نصف فلسطين..لم يقدم احد تحليل دقيق لاسباب الفشل وكيف حدث..مكتفين دوما بالقول” الخيانات العربيه” دون تحديد لذلك من خان و من لم يخون. ودون تحديد لمسؤلية زعماء فلسطين انفسهم والذي تقع على عاتقهم اكبر المسؤليه ..واولهم واكثرهم الحاج امين الحسيني كونه الزعيم والرئيس. وليس لدي الوقت وربما ليس لديكم ايضا وقت لتقييم و مناقشة ذلك هنا..لكني و باختصار شديد اود ان اذكر ان اهم شرطين لقيام كيان سياسي .كيان قادر على الحياه هو وجود الارض ووجود القوة لحمايتها وبالطبع السكان.. واذا طبقنا هذه الشروط الاساسيه على ما تبقى من فلسطين عام ١٩٤٨..فنجد ما يلي : كان الحاج امين الحسين لغابة بدايات ذلك العام يعارض دخول جيوش عربيه الى فلسطين ويطالب بدخول ” افراد متطوعين عرب ودخول سلاح” معتبرا او متخوفا كما قال حينها من ان تقع البلاد تحت تاثير او نفوذ الدول العربيه.. و في المقابل كان لدى ” الجيش الفلسطيني” او ما سمي حينها” قوات الجهاد المقدس” بقيادة عبدالقادر الحسيني قرابة الفي شخص فلسطيني يضاف لهم قرابة الف متطوع عربي..بسلاح خفيف و دون تدريب كاف..و قد انهزم هذا الجيش الفلسطيني في معركة” القسطل” في ربيع عام ٤٨. واستشهد الحسيني نفسه و تبعثرت قواته( الحاج امين الحسيني كان وقتها يعيش خارج فلسطين متنقلا بين مصر ولبنان و)…وفي هذه الحاله وبعد ان اعلنت بريطانبا انها ستنسحب حتى ١٥ ايار ١٩٤٨..وبعد ان حدد قرار للامم المتحده مساحه لدولتين فلسطينية و يهوديه. حينها و حينها فقط سارع ممثل فلسطين في الجامعه العربيه احمد حلمي باشا (وبتنسيق مع الحج امين) بطلب مجيء قوات عربية الى فلسطين لغرض حماية الجزء المخصص من فلسطين حسب قرار التقسيم لان ليست هناك اي قوة فلسطينيه تستطيع حماية تلك المنطقه خصوصا بعد تشتت القوة الفلسطينيه اثر الهزيمه في معركة القسطل..و تشتت القوة الفلسطينيه الصغيره..
قامت الجامعه العربيه ولجنتها العسكريه بوضع خريطة لتوزيع القوات العربيه المقترحه من الدول المستقله حينها..فكان ان اخذت مصر مساحة من بيت لحم جنوبا الى الخليل وبيت جبرين والنقب وحتى البحر الاحمر اضافة الى غزه .اي من جنوب الرمله الى حدود مصر..بينما كانت حصة العراق من نابلس شمالا وغربا حتى حدود الناصره( في الجليل) و اما سوريا فكان عليها حسب الخطه ان تهبط من طبريا جنوبا وجنوب غرب لتلتفي مع العراقيين في الناصره. بينما كانت القوه اللبنانيه تنظم اليهم هناك..اما الجيش الاردني والذي كان الاصغر عددا الا انه اعطيت له المهمه الاصعب والاخطر وهو القدس وشمالا حتى حدود نابلس وجنوبا حتى حدود بيت لحم..وجاء وفد للجامعة الى عمان ليضغط لقبول المهمه الاصعب مع وعد بارسال مليونين جنيه لاغراض التسليح والتموين. دفع منها الامين العام للجامعه عزام باشا( افانس) ميتين الف جنيه..( لكن البقيه لم تاتي حتى يومنا هذا!!ا) ..وكان واجب السعوديه ارسال كتيبتين لدعم الجبهه الاردنيه وكذلك السلاح والعتاد وما تحتاجه الظروف من مال إضافي.
في الحلقة الثانية كيف صمد الجيش الأردني على الجبهة الفلسطينية