الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
ليس بغريب ما نلحظه من كثرة اهتمام جامعاتنا الأردنية بالتصنيفات العالمية المختلفة، وتسابقها للتميز فيما بينها لإحراز تقدم واضح وفقا لتلك التصنيفات، فكل يوم نسمع عن تصنيف جديد وتقدم لإحدى الجامعات فيه أو بعض كلياتها.
الغريب في الأمر أننا أصبحنا في تسابق لإحراز نوع من التمييز على بعضنا، وكل هذا في غياب واضح لتصنيف وطني شفاف يضع الأمور في نصابها الطبيعي، ويخفف من الرغبة المفرطة لدى الجميع في التقدم للتصنيفات العالمية ودفع الرسوم لذلك والتي قد تكون باهظة.
هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي بدورها وقبل ثلاثة أعوام أصدرت تصنيفا لجامعاتنا الوطنية شابه الغموض وكانت ردات الفعل على نتائجه قوية من قبل بعض الجامعات، مما تتطلب الأمر تدخل من دولة رئيس الوزراء في حينه لإلغائه، والطلب من هيئة الاعتماد اعداد تصنيف جديد بمعايير أكثر شفافية، مع مراعاة خصوصية كل جامعة، وكان من المتوقع أن يرى هذا التصنيف النور قبل عامين، ومن ثم تلاه تصريح واضح لدولة رئيس الوزراء قبل عام، بأنه سيتم الاعلان عن ذلك التصنيف الذي طال انتظاره مطلع العام 2020.
لقد انقضى العام الموعود وبدأ عام جديد بحكومة جديدة، ولم يرى التصنيف الوطني للجامعات النور. نتمنى من صناع القرار إيلاء التصنيف الوطني للجامعات الاهتمام اللازم ليرى النور، ولنخفف من حدة التسابق على التصنيفات العالمية بين جامعاتنا المختلفة.