نيفين عبدالهادي
تفتقر أي لغة على هذه المعمورة لأي مفردات أو أوصاف تحكي ما تحمله صورة جلالة الملك خلال زيارته أمس الأول إلى القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وجلالته يتحدث مع ضابطي صف من قدامى العسكريين، صورة تنقل ألف معنى وألف رسالة وألف قصة وفاء وطمأنية، وحبّ، صورة تحمل عنوانا أردنيا وطنيا مضمونه (نحن بخير).
نعم نحن بخير والملك عبدالله الثاني قائدنا، وملكينا و»أبونا» و»أخونا»، ففي هذه الصورة زخم معنى بكل مدارس الإنسانية والإدارة الحكيمية والقيادة، فهو القائد الذي يقف ليخاطب من قدّموا للوطن تاريخا، وحضورا، أمام من يشكّلون فخرا لجلالته بكونه جزءا من قصتهم، أمام من قال لهم الملك «فخور أن أكون جزءاً من قصة الجيش العربي»، صورة تزهو بها مبادئ التصوير بتأريخ اللحظة، كونها تحمل معاني عميقة تنقل حبّ القائد للجيش العربي وفخره بأنه كان أحد أفراده.
رسائل مهمة حملتها زيارة جلالة الملك أمس الأول إلى القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتعريب قيادة الجيش العربي، حيث عبر جلالته عن شكره وتقديره لكل من خدم في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي منذ تأسيس الدولة، في الشأنين الداخلي والاقليمي تحديدا فيما يخص القضية الفلسطينية، جاعلا من هذا اليوم بنكهة التفوّق والفخر لكل أردني وأردنية، ورمزا لقصة نضال أوجدت الأردن.
وجاءت صورة جلالته خلال تكريمه وحديثه لضابطي صف من قدامى العسكريين ممن ولدوا في عام تأسيس الدولة وعاصروا قرار تعريب قيادة الجيش، وقد وقف القائد يتبادل معهم الحديث، معبرا عن فخره واعتزازه بالتضحيات والبطولات التي قدمها المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى، في سبيل رفعة الوطن ونهضته خلال مسيرة مائة عام من عمر الدولة، لتنقل في تفاصيلها حالة عشق تربط جلالته بالجيش العربي، والمتقاعدين العسكريين، واحترام جلالته لهم وتقديره لدورهم في نهضة وحضور وطن.
نعم نحن بخير، رغم كل ما مرّ ويمر بنا من ظروف لا يمكن اغماض العين عن سوئها، وربما تكون من أكثر المراحل صعوبة، ومن أعصى التحديات التي تمر بها البلاد، على كافة الأصعدة، نتيجة لجائحة كورونا التي لم تبق ولم تذر من سلبيات تنخر بكافة القطاعات، لكن في ظل وجود قيادة حكيمة وانسانية، حتما نحن بخير وبإذن الله فإن المرّ الذي نعيش سيمرّ.