وطنا اليوم:لطالما كان الشباب هو العملة الرابحة التي يعيش عليها هذا الوطن ،فخبز الأردن ومورده المائي، والإقتصادي وغيرهم من موارد يعد الشباب، فهو الذي يعمل بهمته ،وعقله للتغلب على التحديات التي تواجهه ،فالفرص لا يعلمها سوى الشباب المكافح إذ لو نظر العالم إلينا بالمجهر لرأى خلايا بشرية معتقة بعلامات الإجتهاد والسعي والطموح ، فالشباب الأردني لم يعرف يوما مفهوم الراحة ،فَهُم دائما يتواجدون في نهاية دائرة الراحة هذه ، وإن واجهّنا العالم بأوراقه سائلا ” أين نسبة الإنجاز المفترضة من هذا الشباب المكافح ،والتي من المفترض أن تكون الأعلى على مقدار همتهم ؟” قد يتخذ البعض هذا السؤال فرصة للتقليل من شأن شبابنا ،ونفي ما هم عليه من كفاح وطموح ، إذ أن الإجابة على هذا السؤال يقع في فاه الشباب وحده ، يا سادة إن الشباب خطفته ضنكة الحال ساعياً للبحث عن لقمة عيشه بأي مكان ،والبعض منهم بأي طريقة ،فمساحة الإبداع لديهم تتقلص بهدف البقاء على قيد الحياة ،فأصبح كفاحهم محصور بين ساحات تأمين المعيشة التي تبقيهم فوق هذه الأرض لا تحتها ،فلا وقت لهذا الشباب ليكافح لأجل فرصة كبيرة يدفع ثمنها قبل الوصول إليها حياته وحياة عائلته أيضاً ثمناً لإنجاز متوقع لا محقق ، إن الشباب مغلوبون على أمرهم، ويحاولون، ويستحقون جوائزا على الصبر والكفاح الذين يغرفون منه لأجل أكسجين العيش، ويبقى الشباب يعيش على الأمل ذاته بأن الغد أفضل ليأتي فايروس كورونا ،ويقلب الطاولة على آمالهم لِيُكمل ما بدأت به الظروف ، ومع ذلك بقي هذا الشباب واقفاً صامداً مع هبات ريح ما قدر لهم ، فقرارات تدمرهم تارة ،وقررات أخرى تحي الامل فيهم تارة ، وكما أصبح واضحا اليوم الضحية الأكبر هم الشباب ، ولكن أين ترون الشباب بعد كل ما حدث ؟! إنهم في الساحات والميادين، ومع ذلك مخلصين لأحلامهم، ومكافحين لأجل ذلك الأمل الذي يرونه كل يوم في سماء الوطن ،فإلى أصحاب القرار الشباب اليوم يحتاجون خطة لتنقذهم من هذا الغرق الشنيع ،فالمنصات باتت للمعارك المغلوبة ، و كلنا نعلم أن المعركة المنتصرة الوحيدة هي المعركة التي يتواجد فيها الشباب ” عملة هذا الوطن” ،فأين هم من حسبتكم الآن؟ ! ، فإنقاذ شبابنا هو نفسه إنقاذ الوطن من فايروس كورونا ،ولكن بطريقة محنكة تحتاج عقولاً لا رجالاً فقط ! ،فالفايروس لم يعد خطيرا بقدر الخطر الذي يهدد الشباب الذي استنزف كل ما لديه ليواجه متطلبات الحياة الصعبة ،فمغادرة الفايروس يوما لا تعني أبدا أن هذا الوطن بخير، فالوطن بشبابه ،والشباب على حافة الهاوية ،والسبب هو غفلة طويلة عن قدرات الشباب التي يتم تجاهلها ، فالشباب قادرون على الجلوس في طاولة إيجاد الحلول التي ستقضي على الفايروس ، والشباب قادرون ايضا على البدء بخطة لإنقاذ أنفسهم و وطنهم واقتصاده ، لمَ الشباب لا يُسأل !؟ ، ولمَ الاحتكار في اتخاذ القرارات ؟! ، إنها غفلة لو عاد المعنيين منها لكنا والوطن بألف خير . نحن يا سادة محظوظون بعملة الشباب ، فهي أثمن عملة في العالم ، ولكننا مساكين لم نستطع استخدامها أبدا ؟!
بقلم لين حسام عطيات